كتبتها على عجلة في مجلس أنس لشرب الشاي طبعا و لقراءة الشعر... رقّ الشـرابُ و ثـارت الأقـداحُ
و جرى الشرابُ إلى العقولِ مصفّقاً يجتاحُ بالصهباءِ ما يجتاحُ
فتثاقلـت فـوق البسـاط جسومُنـا هِمْنـا فليـس لمثلـنـا إصــلاحُ
دارت علينـا بالكـؤوس كواعـبٌ حـورٌ و فـي ألحاظهـنّ الـراحُ
يرمينـنـا يسقينـنـا يغمـزنـنـا يجليـنَ همّـاً فالظـلامُ صـبـاحُ
بيـضٌ ينازعـنَ البـدورَ جماَلهـا و بهـنّ سحـرٌ فـاتـكٌ ذبّــاحُ
من بينهـنّ رمـت فـؤادي طَفْلـةٌ يغفـو الجمـالُ بحضنهـا يرتـاحُ
و جنت علينـا بالرمـوش عيونهـا في كـلّ رمـشٍ أسهـمٌٌ و رمـاحُ
قلنا و قـد فتـك الكحيـلُ بقلبنـا: ردّي رُميْـشـكِ إنّــهُ سـفّـاحُ
هي فتنـةٌ فـي فتنـةٍ فـي فتنـةٍ زهـرٌ تضـوّعَ عطـرُهُ فــوّاحُ
هي بحـرُ حسـنٍ بالمفاتـن مائـجٌ خـاض العبـابَ عبابَـهُ المـلاّحُ
يا أنـتِ رقّـي و القلـوبُ كليمـةٌ ما القتلُ في حـرم الغـرام مبـاحُ
تمشي تميسُ على الدمقْـسِ بقدّهـا ظبـيٌ تبختـر فـي الفـلا لمّـاحُ
قمنا إليـه و فـي الفـؤاد مدامـةٌ تغلـي و فـي أكبادنـا الأقــداحُ
سلبـت جمانـةُ بالـدلال وقارَنـا و كذاكَ فعْلـت بالعقـولِ سمـاحُ
حتّى تملّكنا الجنـونُ وصرصـرت للجهل و النـزق المشيـن ريـاحُ
حتّى إذا اعتمـل المـدامُ ترنّحـت أجسادهـم و الغانيـاتِ فصاحـوا:
إنّا ذوو الأخلاق نستـرُ مـا بـدا منهـا و إنّـا للضـلال صــلاحُ



رد مع اقتباس


