وتبقى الجدلية ما بقي الحب بين قلبين كل منهما يرى قلبه قلب إنسي وقلب حبيبه قلب جني يملك من الطاقات فوق ما يملك قلبه .
إن أروع أنواع الحب هو ذلك الحب الذي يرى فيه المحب حب حبيبه أقوى من حبه ويحاول جاهدًا أن يبلغ يكون مثله وأن يبذل مثله ، لذلك هي جدلية ، وما أرقاها من جدلية تسمو بالحب إلى حد هذه الشعور الذي تبثنا إياه يمنى سالم ، حين تزاوج بين آليات الحب الإنسي والحب الجني ، أما كون الطرف الآخر جنيًا فهذا كون طاقاته الحبية وتمكنه من قلب المحبة ( التلبس ) وكأننا أمام أسطورة تقصها يمنى سالم في منظومات تقارب الترانيم أوالأسجاع أحيانًا لكنها بهذا تقترب من البيئة المتخيلة لهذه العلاقة الإنسية الجنية ، لتضفي طقسًا اسطوريًا على السياق ، ربما لم يتحقق كما تمنيت لكنه يبشر أن هذا الجو سيتحقق بما في تتمات الموضوع ، والذي يشير إلى ذلك هذه المساحة من التخييل التي لم تكن متكلفة وإنما جعلت الصورة غير المنطقية تقارب الحقيقة ، حتى اقتربنا من الاقتناع بأن هذه الجني سيتخلص من ناريته لأجل الإنسية التي تخضر في كيانه ، وهنا نحن أمام رأيين : رأي ربما يقول : هذه إنسي بلغ بحبه مرتبة لا تقاوم ( كما أسلفت ) والرأي الآخر تأسره الأسطورة وعشق متبادل بين إنسية وجني ، يبحثان في طرق التعايش والخروج بهذا الحب من ربقة التقاليد والأعراف بين النوعين .

أديبتنا : يمنى سالم ،

أنتظر المراحل المتقدمة .

دمتِ إنسية بطاقاتٍ جنية .

مأمون