اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. حسان الشناوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***********
ألست نجلَ من انهلت بمنبره
نصيحةٌ كان بالتَّحنان يُلقيها ؟
تُرغِّبُ الناسَ في التقوى بتذكرةٍ
رقيقةٍ كخيوطِ الفجر يُهديها
إمَّا تلاغطتِ الأفهامُ وجَّهَهَا
ودادُهُ ، وثقوب الفهم يرفوها
برُّ البُنُوَّة كم جسدتَّ روعته
بلا افتعال ، وعشتَ العمرَ تُعليها
وخالطتْكَ مع الأرحامِ مرحمةٌ
جُلَّى التواصل ، دين الله حاديها
ولم يفارقْ ندى الفصحى حديثَُك ، إذ
بغيرها أغرقَ القولُ الأفاويها
كأن نشأتكَ الأولى ببادية
يُرْوَى البلاغة من " سحْبانَ" راجوها
فما عسى أن يقول الشعر،وهْو على
جمرِ المدامعِ تشويهِ مآقيها؟
منحتَ قريتَكَ العلياءَ فازدهرتْ
وغردتْ باسقاتُ الفكرِ تشدوها
كأنما في القرى أمُّ القرى غمرتْ
حقولَها ، وأتَتْ بالخير تحبوها
فضلٌ من الله ، جل الله ، منَّتُه
تختصُّ منْ بصفاء الروح يدعوها
أبكيك؟ لا ، كيف أبكي من ببسمته
شمسُ التفاؤل مثل العطر أحسوها؟
لو أن دمعي دما ينصبُّ لا حترقت
مدامعٌ : طرقاتُ الموت تُدْميها
مصابُنا فيك – يا استأذنا- جللٌ
وحكمةُ الله أبقى من مُريديها
وهلْ يدُ الموت في الأكوان تاركةٌ
حيا ، ومثلُ أضاحيها أماسيها ؟
هي المقادير لا تنفكُّ نافذةً
ومن سوى الله يدري ما الذي فيها؟
نرضي بها ، وجميلُ الصبرِ مرتَفَقٌ
ولوعةُ الفقدِ بالإيمان نُطفيها
عشْ في الفراديس : طيرا ، صادحا ،غردا
فالخلدُ فيها يوافي من يناجيها
وفزْ بمقعدِ صدقٍ عندَ مقتدرٍ
مرضاتُه غايةٌ تحلو مراميها!!

أسكنه الله فسيح جنانه وأثابك جنته ورضاة شاعرنا المتألق / د. حسان الشناوي ..

فقد خلدته بهذه المرثية الأكثر من رائعة

جزاك الله خيرا على نبلك ووفائك

ولك المحبة والواداد .