|
ألست نجلَ من انهلت بمنبره |
نصيحةٌ كان بالتَّحنان يُلقيها ؟ |
تُرغِّبُ الناسَ في التقوى بتذكرةٍ |
رقيقةٍ كخيوطِ الفجر يُهديها |
إمَّا تلاغطتِ الأفهامُ وجَّهَهَا |
ودادُهُ ، وثقوب الفهم يرفوها |
برُّ البُنُوَّة كم جسدتَّ روعته |
بلا افتعال ، وعشتَ العمرَ تُعليها |
وخالطتْكَ مع الأرحامِ مرحمةٌ |
جُلَّى التواصل ، دين الله حاديها |
ولم يفارقْ ندى الفصحى حديثَُك ، إذ |
بغيرها أغرقَ القولُ الأفاويها |
كأن نشأتكَ الأولى ببادية |
يُرْوَى البلاغة من " سحْبانَ" راجوها |
فما عسى أن يقول الشعر،وهْو على |
جمرِ المدامعِ تشويهِ مآقيها؟ |
منحتَ قريتَكَ العلياءَ فازدهرتْ |
وغردتْ باسقاتُ الفكرِ تشدوها |
كأنما في القرى أمُّ القرى غمرتْ |
حقولَها ، وأتَتْ بالخير تحبوها |
فضلٌ من الله ، جل الله ، منَّتُه |
تختصُّ منْ بصفاء الروح يدعوها |
أبكيك؟ لا ، كيف أبكي من ببسمته |
شمسُ التفاؤل مثل العطر أحسوها؟ |
لو أن دمعي دما ينصبُّ لا حترقت |
مدامعٌ : طرقاتُ الموت تُدْميها |
مصابُنا فيك – يا استأذنا- جللٌ |
وحكمةُ الله أبقى من مُريديها |
وهلْ يدُ الموت في الأكوان تاركةٌ |
حيا ، ومثلُ أضاحيها أماسيها ؟ |
هي المقادير لا تنفكُّ نافذةً |
ومن سوى الله يدري ما الذي فيها؟ |
نرضي بها ، وجميلُ الصبرِ مرتَفَقٌ |
ولوعةُ الفقدِ بالإيمان نُطفيها |
عشْ في الفراديس : طيرا ، صادحا ،غردا |
فالخلدُ فيها يوافي من يناجيها |
وفزْ بمقعدِ صدقٍ عندَ مقتدرٍ |
مرضاتُه غايةٌ تحلو مراميها!! |