|
|
| بَابُ القَصِيدَةِ مَفْتُوحٌ وَ مُنْغَلِقُ |
|
|
وَعَالمُ الشِّعْرِ لا تُفْضِي لَهُ الطُرُقُ |
| هُوَ البَعِيدُ وَلا تَحْصِيهِ أسْئِلَة ٌ |
|
|
وَلَيْسَ يُسْعِفُهُ حِبْرٌ وَلا وَرَقُ |
| يَمْتَدُّ ..يَسْكُنُ فِي أَشْوَاقِ مَنْ سَكَنُوا |
|
|
قَلْبَ الجِرَاحِ وَلَمْ يُفتَحْ لَهُمْ أُفُقُ |
| يُحْيِي الرُّفَاتَ وَيُدْمِي قَلْبَ تُرْبَتِهِ |
|
|
وَغَايَةُ المَرْءِ فِي أَصْدَائِهِ رَمَقُ |
| فَلا يَجُوبُ سِوَى أَمْصَارِ حُرْقَتِهِ |
|
|
وَفِي يَدَيْهِ يَنَامُ المَوْتُ وَالغَرَقُ |
| وَفِي يَدَيْهِ سَلامٌ لا يَجُودُ بِهِ |
|
|
وَفِي رَؤاهُ نَهارٌ خَانَهُ الشَّفَقُ |
| جُنُونُهُ لَمْ يَزَلْ يَجْتَاحُنَا لُغَةً |
|
|
تَصْطَادُ غِيدَ المَعَانِي حِينَ تَنْبَثِقُ |
| ظِلالُهَا فِي رُبُوعِ القَلْبِ وَارِفَةٌ |
|
|
وَحَرُّهَا فِي مُتُونِ الحَرْفِ يَأْتَلِقُ |
| وَقَلْبُهَا لَم تَزْلْ فِي قلبه مدنٌ |
|
|
مَقْلُوبَةٌ يَحْتَوِيِهَا السِّحْرُ وَالشَّبَقُ |
| فِي صُحْبَةِ النِّيلِ بِي شَوْقٌ يُؤَرِّقُنِي |
|
|
وَبِالجَزَائِرِ صَبٌّ مَسَّهُ الأَرَقُ |
| طَافَتْ بِهِ حَسْنَوَاتِ التَّوْقِ فَانْطَلقَتْ |
|
|
إِلَيْكُمُ أَلفُ بُشْرَى كُلُّهَا عَبَقُ |
| وَقُبلةٌ يا جَبِينَ الشَّرْقِ أَطْبَعُهَا |
|
|
وَزَهْرةٌ غَارَ مِنْ أَلْوَانِهَا الحَبَقُ |
| بَالحَرْفِ نَرْفَعُ مِنْ أَعْمَاقِنَا أَمَلا |
|
|
وَنَسْتَردّ بِهِ الأَرْضَ التِي سَرَقُوا |
| (فَهَكَذَا عَلَّمَتْنَا أَرْضُنَا لُغَةً |
|
|
مِنْ جُرْحِنَا ثُمَّ تَسْقِينَا فَنَنْشَرِقُ |