| 
 | 
ورائـي أيهـا القلـم  اتبعنـي  | 
 ستكتب - حين تكتب - ما تشاءُ | 
ستخرجُ من جحيم الصمت حرًّا  | 
 ستسمـعُ لانتفاضتـكَ السمـاءُ | 
فجُدْ بالحـبِّ إنَّ أخـاكَ سَمْـحٌ  | 
 يضيقُ على سماحتـهِ الفضـاءُ | 
أترجو حاجةً ؟!.. أنت  الأماني  | 
 أتشكو ظلمةً ؟!.. أنت الضيـاءُ | 
سكتَّ فقلتُ: ويحي جفَّ كأسـي  | 
 وبُحْتَ فقلتُ: قد فـاض الإنـاءُ | 
عهدتُكَ ثائـرًا مثلـي,  تُغنِّـي  | 
 إذا ما قيل: قـد مُنِـعَ  الغنـاءُ | 
وتبْسِمُ إنْ رأيتَ النـايَ  يبكـي  | 
 وترقصُ طالما سكـن  المسـاءُ | 
كما العشـاقُ تسكـرُك الليالـي  | 
 كما الأزهار ينعشُـكَ  السناءُ | 
عهدتُكَ – رغْمَ زلاتي –  وفيًّـا  | 
 ومنك يغارُ – يا قلمي –  الوفاءُ | 
عهدتُكَ تعشق (الأهـرامَ)  مثلـي  | 
 وتستهويـك مركـبـةٌ ومــاءُ | 
أمِنْ (نيل) الجمال شربـتَ كأسًـا  | 
 لتمرحَ بين كفيـك الظبـاءُ..؟! | 
أمن (مصرَ القديمةِ) ذبـتَ وجـدًا  | 
 فذاب هوًى حواليك الهـواءُ..؟! | 
تحرَّرْ ..أشبـعِ الأوراقَ ضمًّـا  | 
 وقبِّلْها.. أيمنعُـك  الحيـاءُ..؟! | 
تكلَّم إن رأيتَ الصمـتَ يعـوي  | 
 وغرِّدْ إن عـلا الأفُـقَ البكـاءُ | 
كأنك في سماء الشـرق  غيـمٌ  | 
 تَقَطَّرَ مـن أصابعهـا  انتمـاءُ | 
كأنك قلبـيَ العربـيُّ  فاهتـفْ  | 
 لعـلَّ المـوتَ يُحييـهِ  النـداءُ | 
كأنـك فـي يـد الأيـام عـودٌ  | 
 علـى أنغامـهِ وُلـدَ  الرجـاءُ | 
سأطفئ شمعتي فأضِئْ  طريقـي  | 
 وإلا حقَّ فـي شأنـي  الرثـاءُ |