| 
 | 
دعْ الأماني.. وجرّد شعرَك الآنا  | 
 وقلّد الحرفَ ياقوتا ومرجانا | 
واستلهمْ الطُهرَ في آفاق عائشة  | 
 فَرُب قافيةٍ تعلو بها شأنا | 
دبّج بأوصافها تاج القصيد ففي  | 
 أفعالها قدوةٌ تروي حنايانا | 
في سمتِها سننُ الهادي، وفي دمِها  | 
 نبضُ العقيدة تثبيتا وفرقانا | 
قد زفّها الله للهادي وطهّرها  | 
 فأشرقت للهدى نصّا وعنوانا | 
أزكى من السُّحب، أبهى من طيوفِ سنا  | 
 أندى من الشهدِ إيثارا وإحسانا | 
أسخى من المُزنِ للمحتاج أعطيةً  | 
 كالشمسِ مشرقةً، كالغيثِ هتّانا | 
أمّاه.. يا أمَّ كل المؤمنين ألا  | 
 نَعمتِ آلا وأصحابا وجيرانا | 
يا زوجَ أطيبَ من زكّى بدعوتهِ  | 
 روحا وفكرا، وأوطانا وأزمانا | 
قد كنتِ في عينه روضا مشعشعةً  | 
 تجلو عن النفس أوصابا وأحزانا | 
و كنتِ في سمعه بشرى مرفرفةً  | 
 وكنت في روحه مسكا وريحانا | 
وكنتِ في أنسه سلوى وعافيةً  | 
 وكنتِ في همّه فألا وسلوانا | 
نشأتِ في دارهِ من سنّ تاسعةٍ  | 
 فكنتِ من آلِهِ حُبّا وتحنانا | 
تستعذبينَ الهدى من نبعِ سيرتِهِ  | 
 وهو الذي كانَ فوقَ الأرضِ قرآنا | 
كنتِ الأبرَّ، فلا واللهِ ما شهدتْ  | 
 أدنى إليهِ وأحنى منكِ إنسانا | 
بالوحيِ زُوّجْتِهِ يا بنتَ صاحبِهِ  | 
 فكنتِ قُـرّتَهُ، والحبُّ قد بانا | 
وفي لحافِكِ جاءَ الوحيُ مُتّسِقَا  | 
 وتلكَ تزكيةٌ من عند مولانا | 
أقمتِ للمصطفى بالحبِّ أروقةً  | 
 وكنتِ للدعوة الغرّاءِ شطآنا | 
وفي أسى موتِهِ قد كنتِ أقربهم  | 
 ريقا.. ومثوى.. وأحضانا.. ووجدانا | 
واختار دارك مشكاةً لمرقدِهِ  | 
 إلى مدى حشرِ أولانا وأُخرانا | 
فالزائرون إلى مغناك قد وفدوا  | 
 يابنت أكرمنا بذلا وأتقانا | 
و كنت للسُّنّة الغراء تاليةً  | 
 كمشرق الصبح إيضاحا وتبيانا | 
يا من رويتِ لآلِ البيتِ فضلهمُ  | 
 وفي حديثِ الكِسا بُشرى تَغَشَّانا | 
فيهم عليٌ وسبطاهُ وفاطمة ٌ  | 
 فأنتمُ الآلُ أرحاما وإخوانا | 
حبٌ.. وصدقٌ.. وأصهارٌ. وتسميةٌ  | 
 فخابَ من صاغها حقدا وأضغانا | 
لاتحسبي إفكهم شرا ومفسدةً  | 
 فالله زكّاكِ يا أمّي وزكّانا | 
أنتِ السَّنا والرِّضا والآي شاهدة  | 
 واللهُ في زمرةِ الأفاكِ أفتانا | 
من دون عرضك يا أمّاه قد بُذلت  | 
 أعراض أمتنا ما اللهُ أحيانا | 
عليك مني سلامٌ طاهرٌ عبقٌ  | 
 وطبتِ علما وأخلاقا وإيمانا |