| 
 | 
انْهَضْ فَحَيِّ مُعَلِّمَ الأجيالِ  | 
 بَانِي العُقولِ ، ومَعْقِدَ الآمالِ | 
انْهَضْ فَهذا مَنْ أَبانَ حَقِيقَةً  | 
 كانتْ كَسِرٍّ غَامِضٍ ، ومُحالِ | 
لَولا المُعَلمُ ما عَرَفتَ قِراءَةً  | 
 لَولاهُ حَتْمًا كُنتَ في الجُهَّالِ | 
ولَظَلَّ أمرُكَ في الحياةِ تَخَبُّطًا  | 
 وَلَتُهتَ بَين حَرامِها وَحَلالِ | 
أَوَ لَيسَ هذا مَنْ أَنارَ طَرِيقَنا  | 
 وسَمَا بِجيلٍ عَنْ طَريقِ ضَلالِ؟ | 
بَثَّ الضِّياءَ بِأنفُسٍ مُحتاجَةٍ  | 
 لِلنُّورِ في زَمَنٍ بَئِيسِ الحالِ | 
وحَنَا عَلى غِرٍّ يُريدُ تَعَلُّمًا  | 
 ودَنا لِيَرعَى زُمرَةَ الأطفالِ | 
تِلكَ العُقولُ اليَافِعاتُ تَفَتَّحَتْ  | 
 حِينَ ارتَوَتْ مِنْ غَيثِهِ الهَطَّالِ | 
ومَضَى يجودُ عَلَى الجمِيعِ بِعُمرِهِ  | 
 يُفنِي سِنِيَّ العُمرِ في التَّجوَالِ | 
مُتَنقِّلاً بَين الصُّروحِ ، وباذِلاً  | 
 يَغْذُو الفُهومَ .. وبَارِزًا لِسؤالِ | 
ذَبَلَتْ زُهورُ شَبابِهِ ، وتَقادَمَتْ  | 
 حَتَّى غَدا في الشَّكلِ مِثلَ هِلالِ | 
لَكِنَّهُ يَبقَى ، ويَنشرُ نُورَهُ  | 
 فَلَهُ الصَّدَارَةُ والمكَانُ العَالِي | 
نَهرٌ يَفيضُ مِنَ العُلومِ لِناهِلٍ  | 
 مِنْ نَبعِ عِلمٍ نافِعٍ ، وَأَمَالٍ | 
ويَظَلُّ مَنْ وَرَدُوا مَعِينَ عُلومِهِ  | 
 يَمضُونَ في نَشرِ الضِّيَا بِتَوالٍ | 
إِنَّ المعَلِّمَ رَمزُ كُلِّ فَضيلَةٍ  | 
 إِنَّ المعَلمَ صَاحبُ الأفضالِ | 
فَلَهُ عَلينا الحَقُّ في تَكرِيمِهِ  | 
 وبِرَفعِ ذِكْرِ المحُسِنِ المِبْذَالِ | 
هاَأَنتَ يَا منْ قد تعطَّرَ ذِكْرُهُ  | 
 أَفنَيتَ عُمرَكَ .. نُؤْتَ بِالأثقَالِ | 
صُنتَ الأمانَةَ حِينَ كُنتَ مُعلِّمًا  | 
 وحَمَلتَ هَمًّا راسِخًا كَجِبالِ | 
أَحسَنتَ في بَذلِ العُلومِ لِطالِبٍ  | 
 مُتَعَطِّشٍ لِلعِلمِ .. قَامَ لَيالٍ | 
فَلكَ المَثُوبَةُ ، والجَزَاءُ مُضاعَفًا  | 
 عَنْ كُلِّ حَرْفٍ صُغْتَ لِلأَجْيالِ | 
ولَكَ المحبَّةُ ، والوَفَاءُ تَدَفَّقَا  | 
 مِنَّا جميعًا .. أنتَ ، أنتَ الغَالِي | 
فَاهْنَأْ بِحُبٍّ كُنتَ تَغرِسُ بِذْرَهُ  | 
 واليومَ تَجنِي مِنْ جَناهُ الحالِي |