| 
 | 
و هاضَ الجناحُ وكلَّ الشَّريد  | 
 وحَطَّ على الراحتين وَ قَرْ | 
فرُحتُ أكفكفُ خوفَ الرحيلِ  | 
 على جانحٍ نالَ منهُ السَّفَرْ | 
لماذا ارتعاشُ الجناحِ المهيضِ ؟  | 
 وفيمَ الذُّهولُ وفيمَ العَبَرْ | 
امِنْ غَضْبَةِ الهاطلاتِ الوجيفُ !  | 
 ومِنْ ظلمةِ الداجياتِ البَسَرْ! | 
تعالَ ففي موسمِ الماطراتِ  | 
 دبيبُ الحياةِ ومعنى الظَّفَرْ | 
وعشقُ السماءِ لقاءَ الحقولِ  | 
 وعشقُ الترابِ لرِيِّ القَطَرْ | 
وخلفَ عبوسِ الشتاءِ الغيوثُ  | 
 وفي عُسْرَةِ القاطباتِ اليَسَرْ | 
وتزدانُ في الداجياتِ النجومُ  | 
 و يَمْخُضُ خلفَ المُحاقِ القَمَرْ | 
وخلفَ الغيومِ السِّقاءُ النَّمِيْرُ  | 
 إذا لاقحتْهُ الرياحُ انهَمَرْ | 
فَيُورِيْ الحياةُ برحمِ الثَّرى  | 
 وتَنْبُضُ في غافياتِ المَدَرْ | 
تعالَ فعِنْدَ اجتراحِ الهمومِ  | 
 انتشاءُ الحياةِ ونيلُ الوَطَرْ | 
وسِيَّانَ في العيشِ ثوبٌ رغيدٌ  | 
 وثوبٌ زهيدٌ و سِمْلٌ سَتَرْ | 
تَعالَ إلى حارساتِ الحقولِ  | 
 ففي حِكمةِ القُبُراتِ العِبَرْ | 
وفي رأسها تاجُ مُلكِ الحقولِ  | 
 وفيها الأناةُ وفيها النَّظَرْ | 
تُغنِّي فَتَأْتَلِقُ الزاهراتُ  | 
 ويُلقي إليها السَّماعَ البَشَرْ | 
وتُبحِرُ في غاضباتِ الرِّياحِ  | 
 ويَعْلوُ الجناحُ ... ويَعْيَى البَّصَرْ | 
أقامتْ وهاجَرَ سِربُ الطيورِ  | 
 فدامَ الربيعُ وطابَ المَقَرْ | 
تعالَ نغني فيَصْحُو الربيعُ  | 
 وتغشى البراعِمُ مَيْتَ الشَّجَرْ | 
ويختالُ في الحقلِ نبضُ الحياةِ  | 
 ويَكْسُو عَرَايا الغُصُونِ الزَّهَرْ | 
وتجري الجداولُ بينَ الضفافِ  | 
 يَغُذُّ خُطاها اعتناقُ السَّفَرْ | 
فَمِنْ شُربَةٍ في عِطاشِ الجُذُوْرِ  | 
 فَتَغْدُوْ رَواءً بطيبِ الثّمَرْ | 
ومما تسامى بِحَرِّ الهجيرِ  | 
 إلى ديمةٍ أُثْقِلَتْ بالمَطَرْ | 
فتهمي وتروي العِطاشَ الصُّيوبُ  | 
 ويُشْرِقُ وجهُ الحياةِ النَّضِرْ | 
تعالَ ففي البَذلِ معنى الحياةِ  | 
 وفيهِ افتراعُ معانٍ أُخَرْ | 
خُلِقْتَ ابتداءً ..وهِمْتَ ابتلاءً  | 
 و أُبْتَ انكفاءً ..فأينَ المَفَرْ؟ | 
وأنَّى تُوَلِّيْ فَثَمَّ الإلهُ  | 
 وأنَّى سَتَمْضِيْ فَثَمَّ القَدَرْ | 
فَرَدِّدْ على وَقْعِ نَبْضِ الحياةِ  | 
 فما اللَّحْنُ غَيْرَ انتشاءِ الوَتَرْ! |