كانت القصة لحظة الكتابة بشعور عالي وكبير بالغضب من كل شي ..ولأني أحببت بأجراء بعض التعديل عليها وعرض النصين للنقد لرفد المستقبل القصصي لقلمي ..
نعم ،لم أجري تغيرا جذريا للقصة لقرارة في نفسي ترسخت إن التعديل الكثير عليها سيفسد أحساسي وقتها ..
وأتذكر مرة كنت قد عرضت النص على كاتبة تختص بكتابة القصة القصيرة وكان أول ما أثارها في القصة هو الحديث عن الذكريات وان القاص لا يجوز له الكتابة عن نفسه وقامت بحذف شخصية جدي وغازي ،فأحسست بقلبي وقتها يعتصر من الألم ..ولم أقر لها بذلك وتركت الموضوع وقتها وأجريت هذا التعديل البسيط عليها و كنت قد كتبتها سنة 2005 وقتها كانت الأحداث تتسارع في العراق بعد السقوط ..
وأصبحت الطرق مشاعا للمسلحين المارقين ممن أمتهنوا القتل على الهوية والسلب ووالخطف وكنت أخاف على حياة والدي وأخوتي بعد موت جدي لسنوات خلت
وكنت كمن فقد روحه يوم فقدت روح جدي لهذا تحولت للسهر والكتابة الدائمة لكل ما أشعر به وبقيت لفترة طويلة أشعر أن روحه تلازمني لولا رحمة من الله ..
وبالطبع في القصة صفحة موجودة من صفحات تاريخ العراق سياسيا فقد سكنت افراحنا الماضية وبدأت أحزاننا بمجرد أستهلال العام 2003 وأنقلب الحال بنا وكان لابد لي وأنا القارئة لكل كتب التاريخ ،ولغزارة ما زرع في جدي من مشاعر وتراث وتاريخ
بدأت أكتب كل ما علمنيه من أحداث وأمور حدثت وتحدث في العراق والعالم
فمثلا .. كان غازي من عائلة كردية تمتع أسلافه بالعهد الملكي وعندما كبرت وبدأت بإستيعاب التأريخ وجدت أن الأكراد يكرهون الأتراك .. ولهذا كان غازي يكره جدي بالرغم من أن جدي لم يؤذيه ولا مرة ،ووجدت نفسي بين الأحتلال والحكومة الجديدة وبين الموت والمنفى .. فأخترت المنفى .. لأنجب من يردني يوما إلى مدينتي من جديد .وكراهة العودة تحت ظل حكومة عميلة لا تمتلك الا القتل والتعذيب في سجونها السرية والتغييب والأقصاء .

شاكرة للأخت والأديبة آمال المصري و للأستاذة ربيحة الرفاعي هذا المرور الغالي والمتميز على صفحاتي .
تحية مودة وتقدير كبير لكل من مر هنا .. وأعطى نقده ..وإنطباعه عن القصة