صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: قصص قصيرة جدا - متنافيات -

  1. #1
    من مواضيعي

      افتراضي قصص قصيرة جدا - متنافيات -

      متنافيات
      1-
      لم يدر كيف عرجت به قدماه إلى السوق، لكنه استحسن الأمر وتاه وسط المتسوقين. تهيجت شهوته لكل ما يعرض من سلع. وهو يلامس بأصبعه لحمة فخذه، ذرفت عينه دمعة وانقلب يجر الخطى إلى أن وقع على وعاء قمامة ضخم، فأغمض عينه حيث ألهمه الجوع أن يبتلع دون مضغ.
      2-
      لا حياة إلا مع الأمل، فبه ستطول. هكذا كانت قناعته. ولكن الأشعة السينية كان لها رأيا آخرا: فمادام الورم يكبر بموازاة مع العوز فلا أملا في الحياة، فصارت قناعته ألا تطول قبل أن يشتد الألم.
      3-
      لم يكن بنيته الزواج. ولم يفكر أبدا في الموضوع رغم توالي ضغوط العائلة و الأصحاب. إلا أن المفاجآت أحيانا تكون صادمة: سيدة ذات حسن و جاه تعرض عليه نفسها. لم يقاوم الإغراء فقبل العرض ولم يبال فيما بعد بضغوط العائلة و الأصحاب لأجل تطليقها.
      4-
      لا مفر من القدر، يقين ترسخ بقلبها. غير أنها، لما حوصرت، مرة، في زقاق شبه مظلم من طرف مجرمين مدججين بالأسلحة البيضاء، حاولت أن تفر بكل ما أوتيت من قوة. بعد ذلك صممت أن تواصل الفرار قبل أن يسألها الناس عن حملها.
      5-
      لم يمرن نفسه على القناعة و توخي الحذر من النفس و شهواتها إلا لأنه يؤمن بألا يعادل نومة هنيئة أي شيء آخر. فما زال يشكو من السهاد حتى أهلكه.
      6-
      لا تزور أقاربها باستمرار إلا للحاجة و في الظاهر لصلة الرحم. ولكن لما تبذلت أحوالها و اغتنت، صار زائرها ليس إلا ضيفا ثقيلا تمده على مضض بشيء قد يسد حاجته لكن من وراء حجاب.
      7-
      ما مرة خطر بباله السفر إلى الخارج، بل لم يكن يفضل على الإطلاق أي مكان آخر عن حارته. ولكن أجبرته الظروف على الهجرة. هناك بالمهجر تبين له كم كان غبيا، فلم يعد يكره شيئا أكثر من حارته و مما يذكره بها.
      8-
      لا يخلو من ضجيج أي مكان حل به. فكلما تكهن بيوم هادئ إلا و الضجيج فجأة يعلو. لم يفكر بعرض نفسه على طبيب لأن الضجيج سببه ضمير ظل مستترا لأمد طويل فاتصل أخيرا بأذنه.
      9-
      لم يسأله صديقه الملحد عن (أين الله؟) إلا ليحرجه. فابتسم وهو يرد عليه: بل قل أنت أين الروح فيك؟
      10-
      ما كان يفيده جمع الدبلومات و تعميق التحصيل العلمي، لأن ما كان ينقصه يد تكفيه عن طرق أبواب الإدارات. ولما ظهرت اليد التي تدفعه، صار، ليرد دينها، يطرق لها أبواب العاهرات.
      فاس 15/02/2014

    • #2
      من مواضيعي

        افتراضي

        في كل قصة وجع عميق, يستفز الحروف لتنطق.
        رائعات تجمعن حتى باتت الواحدة تزاحم الأخرى على الاعجاب والتصفيق.
        أبدعت أستاذي.

      • #3
        من مواضيعي

          افتراضي

          قصص جميلة و لقطات اجتماعية تحاكي الم الواقع.
          تحياتي.
          وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

        • #4
          من مواضيعي

            افتراضي

            ومضات تحمل أوجاعا مختلفة الألوان .. كل منها ملحمة شقاء من عمق الواقع
            أستميحك عذرا أديبنا بنقلها لقسم الومضة
            بوركت واليراع الجميلة
            ومرحبا بك في واحتك
            تحاياي

          • #5
            من مواضيعي

              افتراضي

              كم هي الصور المتناقضة المتنافية موجعة وكم نحن بحاجة إلى تصحيح المفاهيم
              إن الدنيا مليئة بالمتناقضات والناظر بعين البصيرة يرى العجب العجاب .
              همس هذه الحروف موجع ـ كبل القلب بغصته
              بوركت والإبداع.

            • #6
              من مواضيعي

                افتراضي

                مساء الخيرات

                صور من صلب الواقع


                دام لك الالق

              • #7
                الصورة الرمزية د. سمير العمري
                المؤسس
                مدير عام الملتقى
                رئيس رابطة الواحة الثقافية

                تاريخ التسجيل : Nov 2002
                الدولة : هنا بينكم
                العمر : 61
                المشاركات : 39,243
                المواضيع :
                الردود :
                المعدل اليومي : 4.68
                0 أطلقي منكِ السراح
                0 إفلاس
                0 سطوة
                0 قانون التجاذب
                0 أنا بحلم
                0 هو حسبه
                0 جنون البقر
                0 يا شام
                0 ابن الغدر
                0 ابتسامة
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  ومضات راقية وعميقة وذكية وفيها من الحكمة والعظة وجمال الطرح ما يمدح ، ولكني وجدت بعضها القليل بحاجة لضبط اللغة بشكل أدق.

                  دام ألقك!

                  تقديري

                • #8
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    باقة من ومضات قصية دقيقة التسديد مكثفة عميقة
                    شابتها هنات اللغة أحيانا ، وليتها تحظى من أديبنا بحقها من المراجعة

                    دمت بخير

                    تحاياي
                    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

                  • #9
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      أقاصيص برقية تحمل الكثير من الجمال والمعنى العميق المؤثر
                      أمتعتني قراءتها

                      شكرا لك أي

                      بوركت

                    • #10
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        تشكيلة مهمة من الومضات المعبرة عن أحوال إنسانية فكانت وجبة دسمة
                        تحيتي

                      صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

                      المواضيع المتشابهه

                      1. قصص قصيره جدا جدا !.
                        بواسطة اسماعيل عثمان داود في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
                        مشاركات: 7
                        آخر مشاركة: 19-03-2023, 01:15 PM
                      2. قصة قصيرة جدا جدا جدا بعنوان"حالة من حالات اللاشئ"
                        بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
                        مشاركات: 11
                        آخر مشاركة: 29-09-2020, 12:22 AM
                      3. مشاهد يومية.... قصص قصيرة جدا
                        بواسطة عمر حماد في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
                        مشاركات: 7
                        آخر مشاركة: 30-09-2019, 06:14 PM
                      4. قصص قصيرة جدا
                        بواسطة محمود مرعي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
                        مشاركات: 7
                        آخر مشاركة: 27-06-2013, 10:46 PM
                      5. قصة قصيرة جداً جداً جداً(الفأس)
                        بواسطة زاهية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 9
                        آخر مشاركة: 21-06-2006, 09:39 PM