بسم الله الرحمن الرحيم
هيا بنا في صحبة مروان إلى
الأذن

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
صَعدَ مَروانُ إلى صُوانِ الأُذُنِ ووَقَفَ عليهِ يَتَأمَّلُ الأُذنَ من الدَّاخِلِ، فوجدَ أَمامَهُ نَفَقًا طَوِيلاً مُمتَدًّا مَكْتوبًا علَيْهِ "القَنَاةُ السَّمْعِيَةُ".. تَحَسسَ جَدارَ القَناةِ السمعيةِ فَوَجدَها مُبَطَّنَةً بِشُعَيْرَاتٍ دَقيقَةٍ .. تَحجِزُ داخِلَهَا بعضَ الأَتْرَبةِ العَالِقَةِ في الهَوَاءِ ، أَخذَ مَرْوَانُ يتَعَثَّرُ ؛ يَسقُطُ تارةً ويَتَقدَّمُ تارَةً أُخرَى..
نظَرَ تحتَ قَدمَيْهِ فَوَجدَ مَادَةً شَمْعِيَّةً صَفْراءَ لَزِجَةً مَلِيئةً بالأَتْرِبَةِ والجَرَاثِيمِ فتَعَجَّبَ قائِلاً : أينَ كانَتْ تَتَّجِهُ كُلُّ تلكَ الجَرَاثيمِ والأَتْرِبَةِ ؟ إلى الأُذُنِ !!
واصَلَ سَيْرَه بحرصٍ شديدٍ فوْقَ الطَّبقَةِ الشَّمعِيَّةِ حتى وَصَلَ إلى نِهايةِ القناةِ السمعيَّةِ ، فوَجدَ غِشاءً رقِيقًا شَفَّافًا يَسُدُّ أمامَهُ الطَّرِيقَ .. أخذَ مَرْوَانُ يَدورُ حوْلَ هذا الغِشاءِ ـ بُغْيَةَ أن يَجدَ لهُ مَنفَذًا يَدْخُلُ منهُ للأُذنِ ـ فلم يجِدْ ، فأَحَسَّ بإِحباطٍ شديدٍ وجَلَسَ داخلَ القناةِ السَّمعيةِ حَزِينًا باكِيًِا ؛ فسَمِعَ صَوتًا خَافِتًا رَقِيقًا يُناديهِ: لماذا تبْكِي يا مَرْوَانُ؟
صَاحَ مَرْوانُ : مَنْ أنتَ ؟
قالَ الصَّوْتُ: أنا المُخُّ..
فرِحَ مَرْوَانُ فرِحًا شدِيدًا.. وصَاحَ : المُخُّ.. حَمدًا للهِ ظَننتُكَ أحَدَ قُطَّاعِ الطُّرُقِ!!
ضَحِكَ المُخُّ ضَحِكةً رقيقةً وقالَ : هل تُريدُ دُخولَ الأُذنِ؟
قالَ مَرْوَانُ : نعم , هَل تُساعِدُنِي؟
قالَ المُخُّ : نعَم.. الآنَ اطْرُقْ طَبْلَةَ الأُذُنِ بِرفْقٍ .. فسَتُفْتَحُ لَكَ أنتَ وحْدَكَ.. لمَرَّةٍ واحِدَةٍ فَقَط.. ثُمَّ تُغلَقُ لا تُفْتَحُ بَعدَهَا أَبَدًا..
قالَ مَرْوَانُ : شُكرًا لَكَ أيُّها المُخُّ..
قامَ مَرْوَانُ وأخذَ يطْرُقُ طبلةَ الأُذنِ طَرْقًا رَقيقًا.. فانفَرَجَت انفِرَاجَةً خَفِيفةً، استَطَاعَ أن يَدخُلَ منْها إلى الأُذنِ الوُسْطَى .. فأخذَ يَتلَفَّتُ حَولَهُ مُندَهِشًا للدِّقةِ المُتَنَاهيةِ في عملِ الأُذُنِ ، والعِظَامِ المُرَكَّبَةِ بعضُها علَى بعضٍ..
قالَ مَرْوَانُ : ما هذِهِ الأَشياءُ؟
قالَ المُخُّ: لَقَد دخلْتَ يا مروانُ من الأُذُنِ الخَارِجيةِ إلى الأُذُن الوُسطى.. وهذهِ العِظامُ الدقيقةُ تُسَمَّى بالعُظَيْمَاتِ السَّمعيةِ ، وهي تتكونُ من ...
توقَّفَ المُخُّ فجأةً عن الحَدِيثِ وقالَ : فلْنَدْعُ العِظَامَ لِتُقَدِّمَ نفسَهَا لكَ .. أيتُّها المِطْرَقَةُ تَكَلَّمِي..
قالت المطرقةُ : يا مَرْوَانُ..أنا عظمةُ المطرقةِ.. وكما تَرَى فَإِنَّ شكلِي يُشْبِهُ المطرقةَ الحقيقيةَ ، وأنا أَسْتَنِدُ بقاعِدَتِي على طبلةِ الأُذُنِ ، فإذا طرقَهَا طارقٌ أو أَتَى إليها الصوتُ مُحْمُولاً على مَوْجاتِ الهواءِ اهْتَزَّت طبلةُ الأُذنِ فَتُحَرِّكَ قَاعِدَتِي ومن ثَمَّ تَتَحركُ يَدِي فأَظَلُّ أطرُقُ علَى السِّندَانِ طَرَقاتٍ تُماثلُ الذَّبْذباتِ التي تَلقَّيتُها من طبلةِ الأُذُنِ ، وهُنا ينتَهِي دَوْرِي..
قالَ المُخُّ: أحسنتِ.. وأنتَ أيُّها السندانُ ما وظيفَتُك؟
قال السندانُ : أمَّا أنا.. ٍفأَنقلُ حركَةَ المطرقَةِ التي تَتَلَقَّاها من طبلةِ الأُذُنِ إلى الرِّكَابِ .. بنفْسِ الذَّبْذَباتِ ، والحرَكاتِ حتى لا يَختلفَ الصوتُ .. وهُنا ينتهي عمَلِي ..
قالَ المُخُّ: أحسنتَ وأوْجَزْتَ.. والآنَ جَاءَ دَورُ الرِّكَابِ ليقدِّمَ نفسَهُ؟
قالَ الرِّكَابُ : أمَّا أنا فأَتلَقَّى الطَّرَقاتِ القادِمَةِ إليَّ من السِّندَانِ وأنقلُهَا إلى ذلكَ الغِشَاءِ الرَّقِيقِ الأبيضِ الذي يُوجدُ أسفلَ قاعِدَتِي .. ويُطلَقُ عليهِ غشاءُ الكُوَّةِ البيْضَاوِيَّةِ لأنهُ يُغطِّي فتحةً بيضاويةً ويتصلُ بالأُذُنِ الدَّاخليَةِ مُباشرةً ..
صرخَ مَرْوَانُ فجأةً ؛ فقد انزَلَقَ عن مَكَانِهِ .. وأخذَ يَهْوِي في مجرَى طويلٍ مُمتدٍّ غيرِ واضحِ المعالِمِ .. وصاحَ : أدرِكني أيها المُخُّ العظيمُ .. إنني أهوِي في هُوَّةٍ سَحِيقَةٍ لا قرارَ لها ..
فانطلقَ الركابُ والسندانُ والمطرقَةُ وأمسكَ كُلُّ واحِدٍ منهم بِطَرَفِ الآخَرِ وتعلَّقَ الأَوَّلُ بِطبلَةِ الأُذُنِ وأَلْقَوْا بأَنفسِهِم إلى مَرْوَانَ فاستَطَاعَ أن يَلتَقِطَ طَرَفَ المطرقةِ وتَشّبَّثَ بِهِ .. وأخَذَت العُظيماتُ يَجذِبْنَ مَرْوَانَ حتى استَطَعْنَ أن يُخْرِجْنَهُ..
خرجَ مَرْوَانُ لاهِثَ الأنفاسِ خائِفًا..وعادَت العُظيماتُ سَرِيعًا إلى مَكَانِها لتُمَارِسَ عملَهَا..
فقالَ مَروانُ: شُكرًا لكُنَّ جَميعًا لقد أنقَذْتُنَّ حَيَاتي .. ولَكِن ما هَذَا المَجْرَى؟!
قالَ المُخُّ: إنها قَنَاةُ استاكيوس , وهِيَ قناةٌ تَربِطُ بينَ الأُذُنِ الوُسْطى والبُلْعومِ .. وذَلِك حتى تَسْمَحَ بِمرُورِ الهَوَاءِ داخِلَ الأُذُنِ الوُسْطَى حتّى يَصِلَ إلى الجَانبِ الآخَرِ من طبلةِ الأذنِ، فَيَتَعَادلَ ضَغْطُ الهَوَاءِ الذي أمامَهَا مع ضَغْطِ الهَواءِ الذي خَلفَها وبذلك لا تَتَعَرَّضُ للتَّمُزُّقِ ..
أخذَ مَرْوَانُ يَتقَدَّمُ بِحرْصٍ شديدٍ.. حتى استَطَاعَ أن يَصلَ إلى قاعدةِ الرِّكَابِ.. فَوَجَد غِشاءً أَبيضَ رَقيقًا يَسُدُّ الطَّريقَ فقَالَ : أيها المُخُّ أََلَنْ تَسْمَحَ لي بالمُرورِ منْ هُنا ؟ أدَخِلْني باللهِ عَلَيك؟
قالَ المخُّ: يا مَرْوَانُ , أخشَى إن دَخَلْتَ هُناك أن تَتَعَرَّضَ لَلتِّيهِ الأُذُنِيِّ؟
قالَ مَرْوَانُ : وهل يُخشَى عَليّ مِنَ التِّيهِ وأنتَ معي..
قالَ المُخُّ مُسْتسلِمًا لِرَجاءِ مَروانَ: من ذا يستطيعُ أن يرفُضَ لَكَ طَلَبَاً يا مَرْوَانُ .. حَسَنًا تقدَّمْ برفْقٍ وستَجِدُ الغشَاءَ الأبيضَ مُرتَبِطًا ببعضِ الأَرْبطةِ في الكُوَّةِ البيضاويةِ التي يُغطِّيها؛ فَمُرّ من بينِها ..
تقدَّمَ مَرْوَانُ بهدُوءٍ شديدٍ.. حتّى وجَدَ فتحةً يَستَطِيعُ المرورَ مِنها.. تَحَسَّسَ طريقَهُ برفْقٍ شديدٍ حتى جاوَزَ الكُوَّةَ البيضاويةَ والغِشاءَ الذي يُغطِّيهَا.. ودخلَ إلى الأُذنِ الدَّاخليةِ.. فكادَ أن يُجَنَّ جُنونُهُ ؛ وهُو يَتأَمَّلُ هذِهِ العِظامَ ، وذَلكَ التَّركيبَ المُعجِزَ للأُذنِ الدَّاخليةِ ..
قالَ المُخُّ: تلكَ هي الأذنُ الداخليةُ وهي أشبهُ بِمُعجِزَةٍ في البِنَاءِ المِعمارِيِّ والهَندَسِيِّ..
قالَ مَروانُ : مَا هَذِهِ الأَشياءُ؟
أجَابَهُ صوتٌ رنَّانٌ ناعمٌ : أنا القَوقَعَةُ ، وأنا أُشبِهُ القَوقَعةَ المَوْجودةَ في الأَنهارِ والتُّرَعِ ، وبداخِلِي يُوجَدُ سائِلٌ بِهِ خلايا حِسِّـيةٌ مُتصلَةٌ بالمُخِّ مُباشرةً عن طريقِ العَصَبِ السَّمعِيِّ.. وتِلكَ القَنَوَاتُ الهِلالِيَّةُ الشَّكلِ هي المَسئولَةُ عن اتِّزَانِ الإنسانِ.. وأنَا بِكُلِّ تَوَاضعٍ أَدَاةُ السَّمْعِ الرَّئيسيَّةُ ..
قالَ مَرْوَانُ : حقًّا ؛ فكيفَ نَسمعُ إِذَنْ؟
قالت القَوقعةُ : باخْتصارٍ شديدٍ.. الأُذنُ الخَارجيَّةُ تُجمِّعُ الصَّوتَ المُنتَشِرَ في جميعِ الاتِّجاهَاتِ ، وتَحْمِلُهُ إلى الدَّاخلِ حتى يَصِلَ إلى طبلَةِ الأُذنِ فَتَهْتَّزُ ويُؤَدِّي ذلك إلى اهتزازِ عُظيماتِ الأُذنِ الوُسْطَى ـ المِطرقَةِ والسندانِ والرِّكابِ ـ فتَنتَقلُ حركَتُهَا إلى غِشاءِ الكُوَّةِ البيضاويةِ ، الذي يهتزُّ بفعلِ اهتزازِ الركابِ.. وينقِلُ الحَرَكةَ إليَّ أنا هُنا .. فأَهْتّزُّ ويهتزُّ السَّائلُ الموجودُ بدَاخلِي ، وتَتَأَثَّرُ الخَلايا الحِسِّيةُ الموجُودَةُ في هذا السَّائلِ، فتُرسِلُ إشارات ٍعصبيةٍ عبرَ العَصَبِ السَّمعِيِّ إلى المُخِّ؛ فنسمَعُ الصوتَ..
قالَ مَرْوَانُ : تلكَ عمَلِيَةٌ مُعقدةٌ حَقًّا.. ولكِن كَيفَ أَسْمَعُ صوتًا فأَقُولُ هذِهِ سيارةٌ، وهذِهِ طائرَةٌ ، وهذا تِلْفَازٌ، وهذِهِ رِيَاحٌ؟
قالَ المُخُّ: هذا سؤالٌ ذَكِيٌّ ، ولكن اعْلَمْ أن طبلةَ الأذنِ لا تهتزُّ بنفْسِ الشَّكْلِ مع كُلِّ الأَصْواتِ فكلُّ صوْتٍ لَهُ ترَدُّدٌ معينٌ ولَهُ اهتزازٌ مختلِفٌ عن الصوتِ الآخَرِ؛ لِذا تهتزُّ طبلَةُ الأُذُنِ مع كُلِّ صوتٍ بشْكلٍ مُختلفٍ.. وهذا الاهْتِِزازُ يتوَقَّفُ علَى الذبذباتِ السَّاقطةِ عليها .. ثمُّ أَقُومُ أَنا بِتَفسِيرِ كُلِّ تِلكَ الذَّبذباتِ وتَوضيحِ مَاهيةِ الأَصْواتِ..
قالَ مَرْوَانُ : الآنَ فهِمْتُ كَيفَ يَسمَعُ الإِنسَانُ.. شُكْرًا لك أيها المُخُّ على هذِهِ الرِّحْلَةِ ..

:NJ: :NJ: :NJ: :NJ: :NJ: :NJ: :NJ:
:NJ: :NJ: :NJ: :NJ: :NJ:
:NJ: :NJ: :NJ:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تحيات
أيمن شمس الدين