الخيال الزّائر
كلِفٌ أضرَّ بهِ النَّوى فتجهَّما
و أتاهُ طيفٌ زائرٌ فتبسَّما
عشرونَ عاماً لا يبوحُ بسرِّهِ
وإذا أرادَ البوحَ فيهِ تلعثما
يترصَّدُ الذكرى على شطِّ الهوى
و يتوهُ في بحرِ الأماني مُغرما
تتنازعُ الأشواقُ و الذكرى بهِ
قلباً , تداجيهِ الغوايةُ , مُضْرَما
و على ضفافِ الوجدِ صرخةُ عاشقٍ
ثارتْ على جَوْر ِ الزَّمانِ تظلُّما
ٍ
كمْ عابثٍ يعتلُّ دمعةَ وردةٍ
و أطلَّ من خلف ِ الشجون ِ مرحِّباً
طيفٌ تعمَّدَ بالسَّنا و تقدَّما
متلفِّعٌ بالكِبْر ِ في وضَح الرُّؤى
كالبدرِ بالغيمِ الرَّقيقِ تلثَّما
خادعتُ قلبي عن حقيقةِ كونهِ
طيفاً وقلتُ أتى الحبيبُ مُسَلِّما
شاغلتهُ عنْ كِبرهِ في لحظةٍ
تاهتْ على ترفِ الخلودِ تنعُّما
فتأنّقتْ غُررُ الصَّبابةِ سُكرةً
فوقَ المراشفِ تستقي أرَجَ اللَّمى
حتَّى اعتصرتُ على المهابةِ ثغرهُ
فهمى على جرحي يُنقِِّطُ بلْسَما
و على ائتلاقِ الخدِّ شهقةُ وردةٍ
عريانة اللهفاتِ يقتلها الظَّما
لفحتْ بنارِالشَّوقِ ناضرَوجههِ
و كأنَّها سفكتْ بوجنتهِ دَمَا
ونواعسُ الأهدابِ هدهدها الهوى
دلعاً أرادَ بهِ فؤادي فارتمى
يتصيّدُ القمرُ الخجولُ نوارساً
من بحرِ كحلتها فيسقطُ مُرْغما
ما ضرَّ قلباً أنْ يثورَعلى الحِجا
إنْ كانَ يلقى في التَّمرُّد مغْنَمَا
أرأيتَ ما تُعطي الكرومُ مواسماً
و كذا الغرامُ فلا تضيِّعْ موْسِمَا
أمضيتُ عمري ذاهلاً متغافلاً
عنها إلى أنْ صِرْتُ فيها مُعْدَما
هي صحوةُ الأمواج ِ ألقاها الغوى
فوقَ الشواطىءِ فانزوتْ وتحطَّما

عبدالكريم عزّو الحسن
سوريا – حماه - مورك