أحلام تائهة
تسائلُ عنكَ , تسألني , الدُّروبُ
و تسألني الخمائلُ و الطيوبُ
و تسألني عناقيدُ الدّوالي
و يسألني الضحى و العندليبُ
و تسألني الجداولُ و السّواقي
و تسألني الفراشساتُ اللعوبُ
و تسألني عصافيرُ البراري
و يسألُ عنكَ , يسألني الغروبُ
و تسألني الرِّياضُ و قدْ سحبنا
عليها ظلنا , أينَ الحبيبُ؟
و يسألني الهلالُ و كلّ نجم ٍ
رعانا في الدُّجى فبمَ أجيبُ؟
حبيبي إنَّ أحلامي تهاوتْ
و قلبٍ مرهقٍ و رؤىً حيارى
تظلُّ بليلِ أوهامي تجوبُ
و ذكرى منكَ تنكؤ فيَّ جرحاً
ينزُّ أسىً فينفجرُ اللهيبُ
و أشواقي تمدُّ إليكَ جسراً
من الآمالِ يعبرهُ الوجيبُ
لقدْ خلفتني يا نورَ عيني
وحيداً ليس لي إلاّ النحيبُ
وقفتُ محيَّراً ما بين أمسي
وبينَ غدي لأيٍّ أستجيبُ
لكلٍّ منهما في القلبِ خفقٌ
و كلٌّ منهما منّي قريبُ
لأمسي ما مضى من ذكرياتٍ
و لي بغدٍ من الدُّنيا نصيبُ
فلا أنا من جراحِ الأمس أشفى
و لا أنا عن غواياتي أتوبُ
حبيبي لا تذرني في ضياعٍ
لقدْ أمسيتُ في حرجٍ و ضيقٍ
تلجُّ به على قلبي الخطوبُ
و إنّي و الحجا و القلبُ نأسو
بذكركَ حينَ تعصرنا الكروبُ
ترفّقْ يا هداكَ اللهُ إنّي
أكادُ بنار أشواقي أذوبُ
و عدْ لي طالَ هجركَ يا حبيبي
لقدْ أتعبتني فمتى تؤوبُ ؟

عبدالكريم عزّو الحسن
سوريا – حماه – مورك