ياسينُ إسمُكُ في السَّمَا يتألَّقُ
وكفاكَ فخرًا عندَ ربِّكَ تُرزقُ
نِلتَ الشَّهادةَ بعد فجْرٍ قمتَهُ
ودماكَ مسكًا أذفرًا تتدفَّقُ
قد كانَ ثغرُكَ باسمًا وكأنَّهُ
يتلو لآياتِ الكتابِ وينطُقُ
قالوا قعيدًا , قلتُ سَلْ مِضمَارَها
فلَهُ المجلَّى , والقؤولُ معوَّقُ
هذا الذي إنْ هزَّ قوسَ سِهامِهِ
هوَتِ الأسُودُ لحتفِهَا والفيلقُ
هذا الذي نذرَ الحياةَ لرَبِّهِ
لا مثلَ منْ أَلِفُوا الخَنا وتشدقوا
قالوا قعيدًا , قلتُ ذا شرَفٌ وهلْ
نهضَ السَّليمُ لبزِّ منْ لا يُسبَقُ
يا شيخنَا دَعْنا فصمتُ ولاتِنا
لرزيَّةٌ تلوَ الرَّزيةِ تَطرُقُ
حجُّوا لبوشٍ طالبينَ رضَاءَهُ
ولنعلِهِ سَجدَ الجَميعُ وصفَّقوا
وجيوشُنا مثلَ اللقالقِ أو همُ
غربانُ أطلالٍ , وبومٌ تنعقُ
يا أيُّها الشيخُ الأبيُّ لِوَاكُـمُ
ما انفكَّ في عيشٍ وموتٍ يخفقُ
علَّمتنا كيفَ الجهادُ وما الوفا
إلا دِثارُكَ أو بهِ تتمنْطقُ
وزرعتَ فينا رغمَ شُحِّ عَتادِنا
عزمًا يُذلُّ به العَدوُّ ويُرشقُ
والله لا أبكي الشَّهيدَ فمثلنا
أولى بمن يُبكىَ عليه ويُشفَقُ
ماذا أقولُ وفي الفؤادِ من اللظى
لو جذوةٌ منهُ ببحرٍ يُحرَقُ
يستصرخُ الأقصى ومَا منْ حاكـمٍ
سمعَ الرُّعودَ ولا رأى إذْ تبرقُ
يا ويحَ مليارٍ يبيتُ على القذى
ودموعُ اخواتٍ لهمْ تترقرَقُ
أوَ أنتمُ ذاك الغثاءُ فهل نرى
أنَّ النبوءةَ فيكُـمُ تتحقَّقُ
يا أهلَ غزَّة والخليلِِ تحيةٌ
من عاشقٍ لترابِ حيفا يعشقُ
أَأُلامُ إنْ خَطَرتْ ربوعُ طفولتي
أو فاضَ دمعٌ من جفونٍ تأرَقُ
ما لاحَ فجرٌ أو أضاءتْ أنجمٌ
إلاَّ أغصُّ , وإنْ شرِبتُ فأشرقُ
ربَّاهُ إنْ كانَ الفراقُ سفينةً
فاجعلْ قوائِمَهَا تميدُ وتغرَقُ
جفَّ المِدَادُ وفي الختَام أقولُهَا
إنَّ الغريقَ بقشَّةٍ يتعلَّقُ


مع تحيات

جمال حمدان