بِنِيرَانٍ تُخاطِبُنا الخُطوبُ فَتُكوَى مِنْ حُمَيَّاهَا القُلُوبُ تُقَلِّبُنا وَتُصلِينَا لَظاها بِأَلسِنةٍ يَفورُ بها الَّلهِيبُ لَنا مُقَلٌ مِن الأَحْزانِ تَذْوِي بِمَحْجِرِها إذا غابَ الحَبيبُ وأَهْدابٌ يُجافِي البعضُ بعضًا إذا ما راعَها الأَمْرُ المَهُوبُ وأَفْئِدةٌ تُكابِدُ في ضَناها وأَكْبادٌ مِنَ البَلْوَى تَذوبُ أَتَى أَمْرُ الإِلَهِ فَقُلتُ حَمْدًا ولِلأقْدارِ تَصْريفٌ عَجيبُ وعالَجْتُ القَضاءَ وقُلتُ أَنْجُو فَعاجَلَني بِسَهْمٍ لا يَخِيبُ وذَكَّرَني بِأَنَّ المَوْتَ حَقٌّ وأَنَّ العَبْدَ لِلمَوْلَى يَؤُوبُ ولَيْسَ بِناجِعٍ فِيهِ دواءٌ ولَيْسَ بِمانِعٍ مِنْهُ طَبيبُ ولا يُدْنيكَ مِنْ أَجَلٍ بَعِيدٌ ولا يُنْئِيكَ عَنْ حَتْفٍ قَريبُ ومَا ساعٍ عَلى قَدَمَيْنِ إِلاّ سَتَخْلُو مِنْ خُطاهُ غَدًا دُروبُ أَلا يا أُمِّ فَابْكِي خَيْرَ زَوْجٍ فَلاَ يَزْرِي البُكاءُ ولاَ يَعِيبُ وكَيْفَ بِغَيْرِهِ الأَيَّامُ تَحْلُو وهَلْ مِنْ دُونِهِ عَيْشٌ يَطِيبُ وحَسْبُكِ عَبْرَةٌ لِلقَلْبِ فَيْضٌ بِما يُرْضِي الإِلَهَ ولاَ يَحُوبُ فَيَا أُمَّاهُ حُزْنُكِ زَادَ حُزْنِي وضَاقَ بِكَرْبِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيبُ فَرِفْقًا يا أَرَقَّ النَّاسِ قَلْبا فبَعْضُ الحُزْنِ آخِرُهُ لُغُوبُ أَصَابَ الغَمُّ شِقَّ النَّفْسِ مِنِّي فَهَلْ تَرْضَيْنَ بِالأُخْرَى يُصِيبُ وأَنْتِ عَزَاؤُنا والْعِزُّ فِينا ونَبْعُ الحُبِّ إِنْ عَزَّ الحَبِيبُ وظِلٌّ وارِفٌ يَحْنُو عَلَيْنا وبَدْرُ اللَّيْلِ إِنْ حَلَّ المَغِيبُ وذَا حَالُ الحَياةِ فَلا نَعِيمٌ يَدُومُ بِها ولا تَبْقَى الكُروبُ فَلُوذِي بِاليَقِينِ رِداءَ صَبْرٍ يُثِبْكِ بِرَحْمَةٍ رَبٌّ حَسِيبُ وخَيْرُ الوَصْلِ مِنْكِ لَهُ دُعاءٌ وإِنَّ اللهَ حَنَّانٌ مُجِيبُ



رد مع اقتباس

