اشتهينا رصيفا ممتدا ، وحفنة دموع دافئة لنمنح الشرايين لغة مخنوقة تدك صمت الجرح الملتهب ، وتشرب ماء القهر والتعب. فمن ذاك الذي يمنحنا القدرة على أن نغلق نوافذ الضياء لنغمس تلك العيون بدمعتين وقصيدة؟!!
من أحرق تلك الورود الغافية على مرافئ العمر ؛ لنصوغ أغنية تخترق جدار الروح بذهول الحنجرة التي باتت لا تطلق سوى حشرجة الاحتضار السرمدي .
أيها العالم السادر: كم اشتهينا أن نركض بحرية في غابة أرواحنا ؛ ليسقط الحلم على جبين المطر مرتسما فوق حد الجرح ساكنا أرصفة الوجع، والخلايا يسح دمها ولم نشرق بالدمع بعد. فلم لم نعد نبصر الحياة التي في أتونها باتت عيوننا ترشح بالأسئلة الصعبة ؛ غيبتها مدن الضباب بقلوبنا الهش؟.
لمن سيفتح الفجر أبوابه؟ أللتائهين في خفق الثواني أم للذين شردوا كالطيف في الفضاء تنسرب أصواتهم في مسامات الروح؟!
يا لهفة حين يصبح كل ما في الوجود يوجعنا ، والخوف يضبط إيقاع مواويلنا الواهية ، والصهيل يحرق حناجرنا ، والنوافذ المشرعة تتبعثر في المدى. من أين يأتي الضياء والغياب يسكننا؟ وكيف نبني المحراب والخراب يسكننا؟
آه من تقاسيم القلب وخطواته الملتاعة بدقاته السادية! لا أحد من رهاب اللحظة يحتوينا ؛ نكسر كل المرايا ونشعل ضحكة خريفية في أحداقنا المتعبة ، ونشرد في دهاليز الحلم. وتظل المسافة بين الصمت والصرخة هي ما يشعل الحزن فأشعلوا رموش العين إن ضن القلب برعشة ولا تستسلموا.



رد مع اقتباس
