عودي فقد أفنيت كل يراعي حزنا عليك و خففي أوجاعي
من ذا بهجري يا حبيبة خبري أفتاك أو من كان هذا الساعي
ساع - لعمر الله - شتت شملنا و غدا يشب النار في أضلاعي
أبكي أصيح بزفرة لو سلطت نحو الدنا استعرت بكل متاع
هل يطفئ الدمع الغزير مواجعاً أو يكسر الظلماء ومض شعاع
يا و يح قلبك إذ بدا متنكراً عهد النقا المحمود في الأسماع
و أنا الذي ما قطُّ عنكِ وجدتُني يوما بمنصرف لغيرك داع
و أنا الذي لم آلُ جهدا في الهوى روحي و نفسي للهوى و شراعي
و زُجرتُ عنك بكل ألوان الأذى و هُجرتُ من أهلي و من أتباعي
و لقيتُ فيك من الحتوف كوالحاً فصبرت و استعذبت كل دواع
و اليومَ لما أنْ تربّى حبُّنا تحدوه منا أعينٌ و تراعي
تتنكبين خطا الوصال و قد مشت بك نحو هجري اليوم كلّ مساعي
لمَ لمْ تقولي : لا أحبك فانصرف لكنْ سكتِّ تلذذا بضياعي
و غدوت تختارين ألطف جملة لتزيّني في العشق كلَّ خداع
فرعيتُ حبَّكِ في الحشا متلهفاً شغفاً به و القلب كان الراعي
أمّا وقد غُدِرَ الغرامُ بسهمك المـ ــمزروع ِ في قلب الهوى الملتاعِ
فلقد كرهتكِ - ياخؤونة - فاسلكي درب الخداع و منبت الأطماعِ
متمنياً قبل المنية أن أري يوما و ينعاكِ إليّ الناعي






