|
بعثت لك السلام مع النسيم |
أيا قيثارة المجد القديم |
بعثت اليك أشواقي طيورا |
ترفرف تحت أسراب الغيوم |
حداني الشوق حتى صرت نجما |
يمر عليك مع ركب النجوم |
حضارات لبسن ثياب عرس |
يمسن بجانب النيل العظيم |
ويوسف حسنه فيهن باق |
وصوت الحق من موسى الكليم |
أرى مصر العروبة أرض خير |
يحل على المسافر والمقيم |
لقد أغفى خيالي في رؤاها |
كأهل الكهف قدما والرقيم |
وكم سلك المتاعب ( سندبادا ) |
الى أن أمّ جنات النعيم |
وياروحي لشط النيل سيري |
وغني في شواطئه وعومي |
وصيري مثل أسراب السنونو |
تحرك كل قلب بالرنيم |
وتبني في ذرى الأهرام عشا |
يطالع مجد ( رمسيس ) العظيم |
أرى الآثار تبلغني حديثا |
وما أحلى أحاديث الرسوم |
ف( خفرع ) في محياه كلام |
و ( عنخامون ) بالكفين يومي |
وقد طلعت ( نفرتيتي ) ملاكا |
بذاك القد والوجه الوسيم |
فان لم يظهروا حقا لعيني |
فقلبي قد رآهم في الصميم |
توالد مجدهم فيها شموسا |
أزاحت سدفة الليل البهيم |
أرى الاسكندرية خير خود |
يجن بحسنها عقل الحليم |
منارتها الشموخة حدثتنا |
بلا لسن أحاديث النجوم |
وتعرف كل أخبار القدامى |
وان صمتت ولاذت بالوجوم |
وفي ( الشرقية ) الغراء صيد |
بصدر المجد كالعقد النظيم |
وفي ( دمياط ) أو ( أسوان) قوم |
سموا بالخلق والأصل الكريم |
غطارفة قساورة كماة |
يصدّع عزمهم بأس القروم |
أرى شعب الكنانة خيرذخر |
ليوم البذل والخطب الأليم |
سموا في ( عين جالوت ) فكانوا |
سيوفا هشّمت وجه الخصوم |
نمت روح العروبة في دماهم |
مع الاسلام من زمن قديم |
وكم علم بهم أو فيلسوف |
يجاري فهم لقمان الحكيم |
سقاك الله يا أرض المعالي |
بسحب الجود والخير العميم |