|
|
مُضْنـاكِ رِضاؤُكِ مَقْصَـدُهُ |
وَمَنــارُ السَّـارِ وَمِقْـوَدُهُ |
يَحْدوهُ الشَّـوْقُ لِمَنْ وَهَبَـتْ |
أَحْـلامَ الوَصْـلِ وَتُـبْعِـدُهُ |
وَتَهـيـمُ خُطـاهُ فَتُـرْشِـدُهُ |
لِسَــرابِ الوَهْـمِ يُشَــرِّدُهُ |
وَحَبَـتْـهُ العِشْـقَ لِيَذْرِفَـهُ |
في سُـهْدِ جُفونِـهِ مَـرْقَـدُهُ |
وَيَجِـفُّ الدَّمْـعُ بِمُقْـلَـتِـهِ |
فَيُطِـلُّ الطَّـيْـفُ يُـجَـدِّدُهُ |
وَيُعيــدُ الفَجْـرُ لَـهُ أَمَـلاً |
فَيَـعـودُ الليْـلُ يُـبَــدِّدُهُ |
إِشْـفاقُ العـاذِلِ يَنْصَـحُـهُ |
لِيُـداوِيَ جُـرْحاً يُجْـهِـدُهُ |
وَيَقولُ جَـفَـتْـكَ فَأَهْجُـرُهُ |
وَأَعـودُ لِجُـرْحي أُشْـهِدُهُ |
لا أَطْلُبُ وَصْـلاً إِنْ هَجَرَتْ |
وَمُنـايَ الوَصْـلُ وَمَوْعِـدُهُ |
وَوِصالُ الصَّـبْرِ يُواسـيني |
بِخَـيــالٍ عَــزَّ تَـوَدُّدُهُ |
لا أَنْشُـدُ وَعْـداً إِنْ مَنَعَـتْ |
يَكْفيـني شَــوْقٌ تُـوقِـدُهُ |
يَسْـتَوْطِنُ قَلْبي يَمْـلِـكُـه |
وَيُـحَـرِّقُــهُ وَيُـبَــرِّدُهُ |
لا أَعْصي أَمْراً إِنْ طَلَبَـتْ |
أَوْ أَسْــأَمُ قَيْــداً تَـزْرِدُهُ |
وَالعَبْـدُ رِضـاهُ طاعَتُـهُ |
فَيُطيـعُ لِيَـرْضى سَـيِّـدُهُ |
هَلْ يُطْـفِئُ ناراً مَـوْقِـدُها؟ |
أَمْ يَقْطَـعُ سَـيْـفاً مَغْمَـدُهُ؟ |
يا عاذِلُ دَعْـني في وَلَـهٍ |
لِلشَّـهْـدِ مَـذاقٌ تَجْـحَـدُهُ |
لا يَشْقى العاشِقُ مِنْ حَسَـدٍ |
كَشَـقاءِ غَريـمٍ يَحْسِــدُهُ |
فَلْيَنْـفُـثْ كَيْداً في عُـقَـدٍ |
وَلْيَحْـذَرْ ما عَقَـدَتْ يَـدُهُ |
وَالعاشِـقُ عَنْهُ مُنْشَـغِـلٌ |
بِـدََلالِ حَبـيبٍ يُسْـعِـدُهُ |
فَيُبـاهي الليْـلَ تَشَـوُّقُـهُ |
وَيُباري البَـدْرَ تَسَـهُّـدُهُ |
وَخَلِيُّ القَلْبِ بِــهِ رَمَــدٌ |
يُشْـقيهِ النُّـورُ وَفَرْقَـدُهُ |
كَالظّامِئِ يَبْحَثُ في قَفَـرٍ |
عَـنْ نَبْعِ الماءِ وَيُفْسِـدُهُ |
وَمَليكَـةُ قَلْبي في قَلْـبـي |
هِـيَ نَبْضَتُـهُ وتَنَهَّـدُهُ |
تُهْـدي الأَوْتـارَ بِأَضْـلُعِهِ |
لَحْـناً وَالعُمْـرُ يُـغَـرِّدُهُ |
لَمْ يَنْسَ بَراءَةَ نَـظْـرَتِها |
وَسِـهامَ الحُـبِّ تُؤَكِّـدُهُ |
وَحَيـاءَ الطِّفْلِ يُلاعِبُهـا |
وَبِـرِقَّـتِـهـا تَتَعَهَّـدُهُ |
وَيَجـولُ الشَّيْبُ بِمَفْرِقِـهِ |
فَيَـذوبُ حَـنينـاً أَسْـوَدُهُ |
وَغَـدَتْ أَيَّامـي مُقْفِـرَةً |
إِلاَّ مِـنْ حُلْـمٍ أَرْصُـدُهُ |
فَغَـداً تُحْييـني رُؤْيَتُهـا |
وَتَـرومُ الجُرْحَ تُضَمِّـدُهُ |
وَيَعـودُ النُّورُ بِطَلْعَتِهـا |
يَـرْعـاهُ اللهُ وَيَـرْفِـدُهُ |
وَأُوَدِّعُ وَحْشَـةَ مُغْتَـرِبٍ |
قَـدْ كادَ يَـذوبُ تَجَلُّـدُهُ |
يا شـامُ هَواكِ عَلى كَبِدي |
وَمَدامِعُ روحي مِـذْوَدُهُ |
قَدْ أَفْحَشَ مَنْ أَبْكاكِ دَمـاً |
وَيَدُ الشَّـيْطانِ تُسـانِـدُهُ |
أَدْعـو الجَبَّـارَ لِيَقْصِـمَهُ |
وَيُطَـهِّـرَ داراً تَعْـبُـدُهُ |
وَيُعيـدَ إِلَيْـهـا أَحْبابـاً |
وَدُعـاءُ الشُّـكْرِ يُوَحِّدُهُ |
وَيُصَـلِّيَ فيهـا مَحْرومٌ |
قَـدْ تاقَ إِلَيْـهِ مَسْـجِدُهُ |