قلـمـي يـعــيــش مـمـزق الأشــلاء ويموت زهر العشق في صحرائي
وتـضيع فـي بـحر الحياة مـراكبي وهـويـتي فـي زحـمـة الأسـمـــاء
جمدت دموعي في محاجر مقلتي فكأنني شيء من الأشياء
فـإلـى متـى أبـقـى طريدا ضائــعا بعضي يخالط بـــــعضه كالمـــاء


تنمو الفضيلة جذرها في الأرض يمضي والرجا فرع يحلق في السماء .
هذا المخيم قصة منسية في عالم ما انفك يعتنق الهراء .
هو طالب حفظ العنواين العريضة في الجرائد والمقالات القديمة عن فدائيّ تكفن بالخفاء .
هو عاشق للأرض يصرخ منذ كان الصوت مسموعا وحتى الآن يصرخ بعدما مات الرجاء .
في الشارع المنسي خلف مراكز التموين ثمة منزل متهالك الأركان تسكنه عجوز تغزل الأحلام عن زوج تبخر في الهواء .
وعلى الرصيف هناك عتّال ترى في وجهه كل الخرائط والدسائس منذ كان اللورد (بلفر) يكتب الوعد الذي ينفي به وعد السماء .
في الشارع الثاني يمينا بائع يرتاب في كل الوجوه العائدات مع المساء .
ويظن أن الكل متهم ومخترق وأن الله في تلك المخافر يكتب الأسماء .
وعلى اليسار هناك كذّاب تجمّع حوله رهط تعوّد أن يغذي بالحكايا والسواليف العتيقة نفسه الثكلى ويلهمها سرابا بالخلاص من الشقاء .
وعلى اليمين هناك مجنون يبيع جريدة تروي لنا عملية فيها فدائي تمكن قبل أعوام كثار من عبور واشتباك والتحام واقتحام رغم أنف الأدعياء .
في ذلك المقهى ترى تلك الظلال كأنها المعراج يمحو كل حزن الأنبياء
تنمو كما الأعشاب تلك الفكرة الحمقاء
ويسود كالنور الخفيّ حديث يربط اللهو البريء بكل آيات السماء

ويصيح صمت كالحريق :-
لم يبق إلا أنت في أفق الطريق
الكل يلهث راكضا نحو السراب
لا تبتأس ، فالعابرون كما الرقيق
والحرّ أنت
والفكر أنت
والسوط أنت
والصبر أنت
والعابرون الكثر سطر في كتاب
للمرة المليون تبقى واحدا ، فردا ، طريدا كالبريق
والعابرون الكثر كثر كالضباب

لن تتركوا ظلي ... ما دام يحملني جنوني واليراع
ما دام صدري واقفا درعا يعانقه الشعاع
فللتركوا للحلم عشا ربما يوما يؤذّن ذلك العصفور : من سرق الصواع ؟؟؟
أو ربما والعير تفصل والقميص على العيون يزيل أوهام القناع
يبقى مكان للكلام وللسراب وللعتاب يذيب أوزار الضغينة والصراع

لن تتركوا ظلّي الممد منذ ألف تحت سارية الشراع
أو ترحموا وجع القصيدة حين ينمو الجهل في الكون المشاع
يا هؤلاء وهؤلاء إلى متى ؟؟
ستظل أوزار الأزقة تجعل الثكلى تغني للتسوّل وِرْدها اليوميّ في جوق وكورال يردده الرعاع ؟؟

( مُتَفَاعِلُن ْ )