لماذا لا أكتب ُ الشعر ؟!
سألني أحد الأخوة ( رحمه الله تعالى ) لماذا لم تعد تكتب الشعر يا أبا مأمون ؟.

فقلت :

فـتّـقت َ لي جُرحَ الهوى يا صَاح ِ
لمّا سألت َ القلب َ عن أفراحي
أوَما تقول ُ الشعر َ ؟، رُحْت َ مُسائلا ً
فنكأت َ بالملح ِ المُذاب ِ جراحي
ماتتْ قوافي الشعر ِ عندي حَسْرة ً
وتـيـبـّستْ كلُّ الزّهور ِ بسَاحي
لمّا شقيقُ الرّوح ِ غابَ خيالـُه ُ
وتراكمتْ من بعده ِ أتراحي
أيقنت ُ أنّي في الغرام ِ مُعذّبٌ
من غير ِ ذنب ٍ قدْ أتاه ُ جناحي
من أين َ يأتي الشّعرُ دونَ أحبّتي ؟!
إذ خلّفوا لي لوعتي ، ونُواحي
إنّي دفنتُ القلبَ بعدَ فراقهم
وسَفحْتُ كلَّ الخَمر ِ من أقداحي
ما كنتُ أعلم ُ أنني أحيا بهم
حتّى صَحَوتُ مُهشّما ً من رَاحي
ماذا فعلتُ لكي أنال َ كآبة ً
قد لازمتني غُدوتي ، ورُواحي؟!
كانَ الحبيبُ – وقد فديتُ عيونـَه
عمرا ً جديدا ً قد أناخَ بسَاحي
أشرعتُ للحبّ الجديد ِ نوافذي
وسَكرتُ من قطرِ الـنّـدى الفوّاح ِ
ومضيتُ أنهلُ كلّ يوم ٍ لذة ً
ونسيتُ ما قد مرََََََّ منْ أتراحي
وسألتُ ديّان السّماء ِ / حبيبة ً /
كي نستقرّ بأجمل الأدواح ِ
لكنّ ربّي – جلََّ في عليائه ِ-
ولحكمة ٍ غابتْ على الأرواح ِ
شاءَ الإلهُ فراقنا ، وعَذابنا
فتمالأت ْ دنيا من الأشباح ِ
أصبحتُ مثلَ سفينة ٍ في لـُجّة ٍ
فقدَ السّـفينُ براعةَ الملاح ِ
أوَمَا تراني شاردا ً مُتحسّرا ً !!
كمُحارب ٍ خـِْرق ٍ رَميتُ سلاحي
وتقولُ :أينَ الشعرُ ينبضُ بالحيا ؟!
أسدلتُ فوقَ قصَائدي بوشاحي


أبو مأمون.