(عــذراً أبـا تـمــَّام.!)
تفجر الدمع من عينيَّ كاللـَّهبِ
وصـحت أهتف بالويلات والندبِ
لمَّا تصفحتُ عزّاً كان منطقه
((السيفُ أصدق أنباءً من الكتبِ))
يحدوهم العزُّ نحو المجد مجتهداً
قد عزَّ قومي بضرب السيف لا الخطبِ
كأننا ما ملكـنـا الكونَ قاطبـةً
ومــا تذلـلَّ أهـل الروم للعربِ
كأنما ما افتدى كسرى بأعطيةٍ
وما تودد قوم الصين للنُّجبِ
كأن هارون لم يعلن تحديَّه
يوماً على الغيم والأمطار والسحبِ
تخيري الأرضَ واسقيها بمنهمرٍ
فسوف يأتي خراج التين والعنبِ
يسابق الكفرُ أهلَ الدين أعطيةً
فالدينُ مؤتمنٌ والكفرُ في رعبِ
كأن معتصماً ما قام منتقماً
لحرةٍ فاكتوى من شدة الغضبِ
حتى ارتوى بدماء الكفر منتصراً
وأبطل السيفُ قولَ النجمِ والشهبِ
كذاك كنا وكان المجد يتبعنا
فضيع المجدَ أهلُ اللهو واللعبِ
مات الضياغمُ والدنيا تشيعهم
فاستخلفَ القومُ أسياداً من الخشبِ
هينون لينون للأعداء مرحمةٌ
لكن على الشعب أسواطٌ من اللهبِ
الناكصون على أعقابهم خوراً
والحاكمون أجادوا خطة الهربِ
اللاهثون وراء الكفر في شغفٍ
والطامعون من الأعداء بالرتبِ
يا أمتي قد أطال الليل ظلمته
وقد تستر هذا النصر بالحجبِ
كأنما الليل قد أبدى نواجذه
فهابه الفجر لم يشرق ولم يغبِ
أكلـما قـام حـرٌ قـال قـولتـه
وبين الخلط بين الحقِّ والكذبِ
قام الدعيُّ يسوم الحر متهماً
وكان مثواه مشدوداً إلى النصبِ
تداعت اليومَ أعدائي على وطني
وقومي الصيد بين الكأس والطربِ
هيَّا انفضي الذل عن جنبيك وانتفضي
وسابقي المجد للعلياء واقتربي
ارمي الجبان وجدِّي في تقدمنا
وعانقي الشمس والجوزاء وانتصبي
كوني على الناس شمساً لا تفارقهم
ومنبعَ الحقِّ تسقيهم بلا طلبِ
متى أسطرُ في الأمجاد قافيةً
وأنقش العزَّ في الآفاقِ والسحب
أصوغ من حلل الأشعار رائعةً
أنشودة العزِّ للإسلام والعربِ
أفاخر الناسَ إذ أهديكِ رائعتي
عقداً من الماس أو تاجاً من الذهبِ