كتبت هذه القصيدة صدىً لغضبة الشرفاء حينما تطاول حاقد على المصطفى صلى الله عليه وسلم برسوم يد لم تمس الطيب الذي في سيرته صلى الله عليه وسلم ، بدعوى حرية الفكر ، وقد عمت أبصار أنصاره عن الفرق بين حرية الفكر وحرية التعبير . كتب الله لهذه القصيدة (التي لولا مقصدها لما بلغت أعتاب ما بلغت إليه) كتب لها القبول والانتشار ، وجدتها مرفوعة في الكثير من المنتديات بدون ذكر لقلمي ، وأملي أن تُقبل في السماء كما وجدت القبول في الأرض

لَمَحَتْ لسانك بالسُّـكوت مُقَيَّدا
يثغو ، وغيرَك بالقصائد أَنشدا
ألقتْ إليك المُومِياءُ بظِلِّها
حتى غدوْتَ بظِلِّها مُـتردِّدا
ورأتْكَ ترفُلُ في نعيمِك ، لم يَثُرْ
شِعْـرٌ لديْكَ – كما ظننتُ – ليُنْشَدا
ورَمَتْ إليكَ عتابها ، فكأنها
نارٌ ، وأنتَ تريدها أن تَخْمُدا
فغدوتَ مِن لوم الحروف كشاعرٍ
أخذ اليراعَ بكفِّه فتَجَمَّدا
● ●
عُذْرًا رسولَ اللهِ ، حبُّك صارخٌ
يحتلُّ أوردتي ، ويَعصِرني أسى
إذ لم أُقدِّمْ في مَحَبَّتِكمْ يَدا
ما كان عُذريَ أنَّ شمسَ مَحبَّـتي
غرُبتْ ، ونورَك في الفؤاد تَبَدَّدا
كلاّ ، فشمسُك في ضميريَ لم تَزَلْ
نورًا لعيْنِ الكونِ إنْ هو أَرْمَدا
● ●
يا زهرةَ التاريخ عِطْرُكَ نارُهُمْ
ما كان في يُمْنى يديكَ لهم سوى
طوقِ النَّعيم لِمَنْ أجابك للهُدى
تُبدي لهم إن صدَّقوكَ مودَّةً
بالبِشْرِ تَعْبُقُ والبشاشةِ والنَّدى
لكنَّهم لمَّا رأوكَ مُـتَوَّجًا
بالعزِّ صاروا في عدائك خُـلَّدا
أنيابُهم – والذِّئبُ يقبُع خلفها -
ترجو – لتَرتَعَ في دمائك - مَوْعِدا
يتسابقون وقد تأجَّجَ حقدُهم
نارًا تُذيبُ بنارها مَن أوقدا
يتسابقون وهمُّهم أن يزرعوا
فيك السيوفَ ، ويُسْـلِموكَ إلى المُدى
● ●
عُذرًا رسولَ اللهِ ، مَقصديَ العُلا
إن كان شِعريَ قد أتاك مُناصِرًا
فلقد حَمَـلتُ من القصيد مُهَنَّدا
ألقى به من قام يجعل فَنَّه
للحقدِ نبعاً والضَّغينةِ مَوْرِدا
حُرِّيَّةٌ ؟ ما بالُه لمَّا رأى
تمثالَ أحقادٍ أتاه ليَعبُدا ؟
عَبَدَ الهوى لمّا هوى برسومه
وبنى له بين المآذن مَعْبَدا
● ●
عُذرًا رسولَ اللهِ ، جال بخاطري
وظننتُ أنّي إن جعلتُ قصيدتي
تسمو بذِكْرِكَ قد أحوز السُّؤْددا
لكنَّني لمّا سعيتُ لمِزْبَري
ولدفتري أتلو المَديحَ تَنَهَّدا
فَزَّا إليَّ كأنما بِهما هوى
أحياهما بعد الممات ، وأنشدا :
مَنْ كان يطمحُ للنَّعيم وسحرِه
وبه طموحٌ أن يفوزَ ويَخْـلُدا
فليتَّخِذْ من روحِه درعاً لمَنْ
تسمو به الأرواحُ إن جُعِـلَتْ فِدا
● ●
عُذرًا رسولَ اللهِ إن قَصُرَتْ يدي
لا عُذرَ إلا أنَّ حبَّك - سيِّدي -
يجري بقلبي سيلُه طولَ المَدى
وبأنني قد جئتُ رغمَ تَأَخُّري
بالشِّعرِ أُنْشِدُ : قد نَصَرْتُ مُحَـمَّدا

* المِـزْبَـر : اسم من أسماء القلم