أشكر الأخ الذي كتب ينبهني على صغر حروف القصيدة ، وتسرني إعادتها بحروف أكبر ، مع الاعتذار عمّا سبق .

أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ عَلَـى القُـرْبِ والبُعْـدِ
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ وَلَوْ كُنْـتِ فـي اللَحْـد
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ أَظَـلَّ سَحـابُـهُ
لأَهْمَى بِـلا بَـرْقٍ يَلُـوْحُ ولا رَعْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ مَزَجْـتُ رَحِيْقَـهُ
بِبَحْرٍ لَصَارَ البَحْرُ أَحْلَـى مِـنَ الشَهْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ سَقَيْـتُ بِمَـائِـهِ
فَيَافِيَ نَجْـدٍ أََوْرَقَ الشِيْـحُ فـي نَجْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ بَسَـطْـتُ رِدَاءَهُ
عَلَى القَاعِ فَاقَ الرَوْضَ بِالعُشْبِ وَالرَنْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ نَثَـرْتُ عَبِـيْـرَهُ
بِدَرْبِ عَرُوْسٍ مَا اشْتَهَتْ عِطْرَهَا الوَرْدِيْ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ نَقَشْـتُ حُرُوْفَـهُ
عَلَى الصَخْرِ ذَابَ الصَخْرُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ قَدَحْـتُ زِنَــادَهُ
عَلَى التُرْبِ أَوْرَى كَالهَشِيْمِ مَـعَ الزَنْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ أَعَـرْتُ قَلِيْـلَـهُ
لِغَيْرِيَ لَـمْ يَكْتُـمْ عُقُوْقـاً وَلَـمْ يُبْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ يَفِيْـضُ يَسِـيْـرُهُ
عَلَى النَاسِ عَاشَ النَاسُ طُرّاً بـلا حِقْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـوْ تَقَـادَمَ عَـهْـدُهُ
لَكَانَ كَطِيْبِ العُوْدِ يَزْكُـوْ مَـعَ العَهْـدِ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً فَـاقَ حُبِّـيْ أَحِبَّتِـيْ
فَلَيْسَ لِحُبِّ الأُمِّ في القَلْـبِ مِـنْ نِـدِّ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً لَـمْ يَـرَ النَّـاسُ مِثْلَـهُ
بِهِ تُضْرَبُ الأَمْثَالُ فـي صَـادِقِ الـوُدِّ
وَحُبُّـكِ يَـا أُمِّـيْ جَنِيْنـاً عَرَفْـتُـهُ
وَأرْضَعْتِنيْ إِيَّاهُ مُـذْ كُنْـتُ فـي المَهْـدِ
أُحِبُّـكِ وَالأَحْـزَانُ لَيْـلٌ يَحُوْطُنِـيْ
وَمَا أَطْوَلَ اللَيْـلَ البَهِيْـمَ بِـلا سَعْـدِ
إذا غَرَبَتْ شَمْـسٌ ذَكَـرْتُ أُمَيْمَتِـيْ
وَعِنْدَ طُلُوْعِ الشَمْسِ أَبْكِيْ مِنَ السُهْـدِ
وَإنْ بَزَغَ البَدْرُ بَـدَا كَاسِـفَ الـرُؤَى
تَوَشَّحَ فـي هَـالٍ مِـنَ الحُـزْنِ مُرْبَـدِّ
تَنُوْحُ حَمَـامُ الـدَوْحِ مِثْلِـيْ صَبَابَـةً
وَمَا حُزْنُهَا حُزْنِيْ وَلا وَجْدُهَا وَجْـدِيْ
فَقَـدْ فَقَـدَتْ إِلْفـاً يُعَـاضُ بِمِثْـلِـهِ
وَمَنْ يَفْتَقِـدْ أُمّـاً فَيَـا بُـؤْسَ لِلفَقْـدِ
ولِلْحُزْنِ آيَـاتٌ تَـدُلُّ عَلَـى الفَتَـى
عِيَاناً وَمَا تَخْفَى عَلَـى الأَعْيُـنِ الرُمْـدِ
أَنِيْْـنٌ وَزَفْـرَاتٌ وَغَــمٌّ وَحَـسْـرَةٌ
وَكُلٌّ عَلَى كُلٍّ مِـنَ البُـؤْسِ يَسْتَعْـدِي
أُحِبُّـكِ يَـا أُمِّـيْ وَمَـنْ ذَا يَلُوْمُنِـيْ
لِحُزْنِيْ عَلَيْكِ إذْ سَبَقْـتِ إلـى اللَحْـدِ
وَحُزْنِيْ عَلَيْكِ الدَهْـرَ لَيْـسَ بِبَـارِحٍ
بِغَيْرِ جِوَارِيْ مَعْـكِ فـي جَنَّّـةِ الخُلْـدِ