غُرْبَةٌ
...فَدَمْعَةُ
......فَتَجَلٍّ!!
...............
شعر/ عبدالسلام جيلان
على سفحِ شعري ضَمَّني الوَجْدُ نائيا
هناك اعتلى قلبي ذُرَى البوحِ شاديا
هناك انبرى سِحْرُ المساءاتِ حينما
تجلّى السنى والبدرُ كأساً وساقيا
هُنَالِكَ منفايَ الذي بات مُوحِشاً
أُوافيهِ طفلاً غائمَ الخدِّ باكيا
وآتيهِ ملءَ الجرحِ أتلو قصائدي
تباريحَ قلبٍ يلثمُ الصبرَ داميا
إليه انتهى معراجُ نبضي مُكَلَّلاً
بشهقةِ صوفيٍّ تَشَظَّتْ قوافيا
نزفتُ اغتراباً فيه وازددت لوعةً
فكم طِرْتُ بين الحرفِ والحرفِ أبتغي
بُلوغَ ملاذٍ يَسْفَحُ الدفءَ حانيا
على أنني ألفيتُ أفلاكَ أحرفي
مساحاتِ حزنٍ يستبيحُ المآقيا
تَجَوَّلْتُ في أرجائها ذات غربةٍ
فكنتُ أبا ذرٍّ يجوبُ المنافيا
ويمضي بهِ منفاهُ تِلْقَاءَ نفحةٍ
من الله إذ يدعوهُ في الليلِ جاثيا
فإن يَعْبِقِ المنفى، فثمةَ ناسكٌ
يُرَتِّلُ ملءَ الغارِ سبعاً مثانيا
نَفَوني إلى شِعْري ولم تَكُ تُهْمَتي
ويهوى امتطاءَ الغيمِ كي يلثمَ العُلا
فَيَسْتَلَّ من غِمْدِ المُحالِ الأمانيا
نفوني وآمالاً غَفَتْ بين أضلعي
وجُبْتُ بِحَارَ الوجدِ فوق قصيدةٍ
ولولا جنون الموجِ ما كنتُ شاكيا
ورغمَ الأسى المسفوحِ نهراً، فإنني
تَخَطَّيتُ آلامي، وحَلَّقْتُ عاليا
فَأَمْطَرْتُ - رغمَ الجرحِ - وابلَ بَلْسَمٍ
همى فوق أُخدودِ المعاناةِ شافيا
وَفَجَّرْتُ أبْياتي ينابيعَ دهشةٍ
وأرويتُ بالشعرِ الفُراتِ الفيافيا
كأني وشعري: غيمتانِ اسْتَماتَتَا
سخاءً، فمهما تُمْطِرا لا تُباليا
وإني - وإن صال الجوى فيَّ عابثاً -
لأحيى مُضِيءَ الروحِ أَخْطُبُ نَجْمَةً
تَباهَتْ سطوعاً يَسْتَفِزُّ الدياجيا