عيناكِ البجعات البيض

أحمد حسين أحمد


كي أعبر وجهَ الصبحِ،
تجسّدتُ هناك قصيدةَ شعرٍ في عينيها،
تنظرني وتراً مـشدوداً لم يحترف العزفَ،
و لمّا أثمر بعدُ مخاض الشهر التاسع..
فرَّ البجعُ المهووس بعشقِ طيور النورسِ،
للبحر الشاسع..
خجلى نزهتكِ البحريةُ في مائي،
لم ينحسر المدّ،
ولا عاد البجع الأبيض من عرض البحر،ِ
تمشّطني الشمسُ الذهبيةُ في خديكِ،
بقايا نسج لامع..
يا هذي البجعاتُ المهووسةُ لا ترتعشي،
يأتي الصبحُ نديّاً يركبُ خيلَ الريحِ،
يصففُ روحي القدح الثلجي نهارا،ً
في مرمى عينيها كالبَرَد الناصع
صبحٌ كالوشمِ يعبّدني في منزلقِ النهدينِ،
تنامُ القارورةُ والناطورةُ والشمسُ المسحورة،ُ
كالطفلِ بحضنٍ واسع..
أيُ جنون يدركني ،
الرقصُ على أرضٍ هشّة..
لن يسحب من تحتي قشة..
كنـتُ بنيتُ قراي بغابِ قريحتها،
تقرأني شعراً خمرياً عـتّقَ في دنٍّ ساقع..

أسمعُ صوتَ هبوب الريح على ممشى أهدابكِ،
تفتتح الغابات بفسحة روحي المأزومة،
من بؤبؤ عينيكِ وحتى طرف الشارع..
عيـناكِ البجعاتُ البيضُ تطاير حولي،
وأنا السمكُ البحريُ يخضّبني ماء الملح،
فأطفو كالضوءِ الساطع..
قد ينتشر الضوء ظلاماً في المدن المهزومة..
تلك ملاعب عصف الريحِ،
وهذا جرف الشفق الفاقع..
يظهرُ بعد حدود الروح
وروحي جرّةُ فخّارٍ مكسورة..
لو تدرين بأنَّ همومي تستلقي،
في مهد الليل لكنتِ القمر الفضي،
يسامرني ويلمّ الوجع الأزلي بضلعي السابع..
لكنكِ والوقتُ نهارٌ تفترشين الظلَ،
وتنزلقين مراراً تحت دثار الرغبة..
لمّي أهدابكِ عن وجهي،
لا أقوى تقبيل الطفل النائم فيها
أو فوحي عطراً وانحسري عن بحري
عيناكِ البجعاتُ البيضُ تخوضُ مياهي
تلفحني الريحَ فتخطفها مني الأنواء

وحدكِ أنتِ تخوضين جراحي
أرخى البحرُ سحاب الشوق على شاطئ وجهي
وأدارَ الدفّةَ ربّان العشق إلى مرفأ عينيكِ،
تعالي نقتلعُ الصاري ونغوصُ إلى أعماق النزف
كانت باردةٌ أمواج فراتي حين احتضرتْ،
بعدَ مخاض الشهر التاسع..
هل أدركتِ الآن جنوني الرائع؟