انشودةٌ غنّى بها العجب
إحرث كتابكَ فالأسماءُ تنتحبُ
وانثر حروفكَ قد هامت بكَ السحبُ
أدرك عيون مياهِ ألأمسِ قد ظمئت
فالنهرُ يعولُ والخضراءُ تنتحبُ
قد حاربتك ظنونٌ كلّما هجعت
دارت بقافلةِ الأحقادِ تظطربُ
ماتَ الضميرُ على شطآنها عَطِشاً
لما رآها من الأحياءِ تنتهبُ
لا يوحشنَّ بعيد الدرب رحلتكم
لن يتعبوكَ رعاعٌ صدقهم كذبُ
من أسّر الوقتَ فالذكرى تطالعهُ
فكيفَ ينسى ومنهُ الآنَ تحتَطَبُ؟ !
ما حطّ رجلاً بأرضِ الشكِّ مؤتلقاً
بالحقِّ إلا يقيناً صارَ ينقلبُ
لن يطفئوهُ ونار الله توقدهُ
او يطمسوه وعشق الله ما يهبُ
إزرع دخانكَ فوقَ الأفقِ خاطرةً
واسرح مع الريح إن حفّت بها السحبُ
إهبط شتاءً الى الأوجاعِ تلبسها
ثوب الربيع فعشب الحرف يرتقبُ
أيتمت كلّ حكايا الأمس في غدها
وعدتَ وحدكَ عنواناً لمن غلبوا
خاصمت كلَّ مرايا الزيف مرتدياً
صمتَ الحديثِ حديثاً حينما إنقلبوا
دعهم ستطوي سطور البؤس قصّتهم
والذكر يطعمُ للنسيانِ ما نسبوا
هاهم معانٍ على الآذانِ قد صدئت
وأنت انشودةٌ غنى بها العجبُ
أتعبتَ اجنحة الظلماء فارتحلت
عن بحرك الضوء بالخسران تعتصبُ
أنساكَ....كيفَ وأنت الروح يا وطني ؟!
لا بل كفوفُ حياةٍ ما ؤها السببُ

أحمد مانع الركابي