|
سأكتـب شعـري بالدمـوع وبالـدم |
وأغـذوه أشواقـا تفتّـتَ أعظـمـي |
وأرويه من قلبي ، ومن كـل خفقـة |
بها البين يكوينـي عنيـف التجهُّـمِ |
وأرسله طيـرا إلـى البحـرِ باكيـا |
يناجي لدى أمواجـه طيـفَ معـدَم ! |
نفاه اغتراب أحرق القـرب بالنـوى |
وصيـره أشـلاء نـضـوٍ محـطَّـمِ |
أليس لدى الأمواج – يابحـرُ- رقـة |
تهدهـد وجـدان الغريـب المتيّـمِ؟ |
وهل في الشطوط الضاحكاتِ دواء ما |
أحـار النطاسـيَّ الكثيـر التـبـرُّمِ؟ |
شربت مرار البين : من كـل دمعـة |
ومن كل ليـل حالـك الـدرب معتـمِ |
ومن بسمة الصبـح النـديِّ ضيـاؤه |
ومن طلةٍ للشمس ، من سهْدِ أنجمـي |
ومن زمزماتٍ فـي المقيـظ تحيلنـي |
خيـوط سـراب أو خطـوط تـوهّـمِ |
ومن سجعات الطيـر تحمـل نغْمتـي |
فتهوِي إلى قاع مـن الحـزن أقتَـمِ |
فما رَوِيت روحي سوى الوجد والجوى |
وما ازددتّ إلا أن أكون أنـا الظمـي |
فيامن تركت الـروح أنضـاء غربـة |
وأشعلـت بركانـا بقربـك يحتمـي |
إلام انتظـاري والليـالـي بطيـئـة |
يعاند فيهـا الوقـت أحـلامِ مُغْـرَمِ؟ |
وكيف يسير العمر مـن غيـر طلـةٍ |
تعيد إلـى الـدرب الحيـاة بمَقْـدَمِ؟ |
وهل أنت إلا فرحـة النفـس ساقهـا |
بألفـتـه ودٌّ شــذي التـنـسـمِ؟ |
مللت انتظار الصبح ، والبدر غـارقٌ |
كمثلـيَ فـي سهـدٍ عنيـدِ التأقلـمِ |
كأن مدى الأحـزان قـد ضمنـا بـلا |
مواعيـد إلا كـي يزيـد تحطـمـي |
أعيدي إلـيَّ الشـدو لحنـا وفرحـة |
وعودي انطلاقا في حنايـاه أرتمـي |
فمـا أنـت إلا هـدأة العمـر واثقـا |
وما أنت في كوني سوي خير بلسـمِ |