حنين مغترب
.
.


سأكتـب شعـري بالدمـوع وبالـدم
وأغـذوه أشواقـا تفتّـتَ أعظـمـي
وأرويه من قلبي ، ومن كـل خفقـة
بها البين يكوينـي عنيـف التجهُّـمِ
وأرسله طيـرا إلـى البحـرِ باكيـا
يناجي لدى أمواجـه طيـفَ معـدَم !
نفاه اغتراب أحرق القـرب بالنـوى
وصيـره أشـلاء نـضـوٍ محـطَّـمِ
أليس لدى الأمواج – يابحـرُ- رقـة
تهدهـد وجـدان الغريـب المتيّـمِ؟
وهل في الشطوط الضاحكاتِ دواء ما
أحـار النطاسـيَّ الكثيـر التـبـرُّمِ؟
شربت مرار البين : من كـل دمعـة
ومن كل ليـل حالـك الـدرب معتـمِ
ومن بسمة الصبـح النـديِّ ضيـاؤه
ومن طلةٍ للشمس ، من سهْدِ أنجمـي
ومن زمزماتٍ فـي المقيـظ تحيلنـي
خيـوط سـراب أو خطـوط تـوهّـمِ
ومن سجعات الطيـر تحمـل نغْمتـي
فتهوِي إلى قاع مـن الحـزن أقتَـمِ
فما رَوِيت روحي سوى الوجد والجوى
وما ازددتّ إلا أن أكون أنـا الظمـي
فيامن تركت الـروح أنضـاء غربـة
وأشعلـت بركانـا بقربـك يحتمـي
إلام انتظـاري والليـالـي بطيـئـة
يعاند فيهـا الوقـت أحـلامِ مُغْـرَمِ؟
وكيف يسير العمر مـن غيـر طلـةٍ
تعيد إلـى الـدرب الحيـاة بمَقْـدَمِ؟
وهل أنت إلا فرحـة النفـس ساقهـا
بألفـتـه ودٌّ شــذي التـنـسـمِ؟
مللت انتظار الصبح ، والبدر غـارقٌ
كمثلـيَ فـي سهـدٍ عنيـدِ التأقلـمِ
كأن مدى الأحـزان قـد ضمنـا بـلا
مواعيـد إلا كـي يزيـد تحطـمـي
أعيدي إلـيَّ الشـدو لحنـا وفرحـة
وعودي انطلاقا في حنايـاه أرتمـي
فمـا أنـت إلا هـدأة العمـر واثقـا
وما أنت في كوني سوي خير بلسـمِ