صبراً جميل
فرج أبو الجود
مواساة لأخي وصديقي
الأستاذ/ عمر عبد العزيز
في وفاة طفلته الصغيرة "مرام" 3 سنوات
صبراً أخي صبراً جميلْ
فالصبر ترياق العليلْ
لا تجزعن فإنما
مكثُ المسافر لا يطولْ
آجالنا محسوبة ٌ
سلفا وما لك من سبيلْ
شاء الإله فما عسى
يجدي البكاءُ أو العويلْ
اصبر فليس لمؤمن
إلا التصبر والقبولْ
لو كانت الدنيا لنا
خلدا لما مات الرسولْ
إن الحياة وما على
وجه التراب إلى أفولْ
إن كنت تبحث عن دليل
للخلود فلا دليلْ
هذا رميم الخالدين
بدار خلد المستحيلْ
لم يبق من آثارهم
غير الرمائم والطلولْ
كم عاش من متجبر ٍ
ليموت مذموما ذليلْ
تحت التراب وفوقه
يا ويله حملُ ثقيلْ
يغشاه من ريح اللظى
يا ويله ماذا يقولْ
أتراه يزحف هاربا
يا ويله أين البديلْ
تبت يداه فما عسى
يغنيه ماضيه الجهولْ
يا صاحبي صبراً فما
للقائلين سوى الرحيلْ
يا صاحبي لا تبْكها
فمرام في ظل ظليلْ
ريحانة ٌستشمها
فوق الربى عند الأصيلْ
ولسوف تركد خلفها
بين الجداول والنخيلْ
وستلثم الثغر الضحوك
وتحمل الجسم النحيلْ
ولسوف تسقيك الصغي
رةُ من عيون السلسبيل ْ
يا زهرة الفردوس يا
قيثارة اللحن الجميلْ
يوما هناك سنلتقي
في جنة الملك الجليلْ