رستْ سفينةُ حياتي على شواطئ الحزن ، فبقيتُ وحيدةً كالغريب ، فهاجمتني أمواجُ الحياةِ تريد مني الحراكَ والعطاء ، دونما شفقة ولا رحمة في حالي الكسير ودمعي الغزير ، ولكن كيف أبحر من جديد ، وسفينتي متوقفة عن المسير ، وأنا مقيدة كالأسير ، ففكّرتُ بكل هدوءٍ ورويّة ، وتمعّن وعقلانية ...
كيف الخلاصُ كيف أسير في بحرٍ قاسٍ منقطعِ النّظير ؟... حينَها نظرتُ إلى السّماء فتذكّرت ألا فِكَاكَ من الغَرَق في الواقع المرير ، إلاّ أن أستعينَ بإله العالمين .. فرسمتُ حياتي على نهجِ رسولِنا الحبيب ، فبدأتْ سفينتي تسير بمجاديف أمل كقوّة الحديد ، فانقشع الظّلامُ الكئيبُ ، وتحطّمت قيودُ الأسر القديم ..
وأشرقت حياتي تماما كحياة الوليد بلا همٍّ ، بلا غمٍّ ، بلا حُزنٍ جريح .. فارتفع صدى صوتي معلناَ
للجميع : إنّه حقّا لا سبيلَ ولا خُروجَ من الواقع الأليم إلاّ أن تكونَ لله كما يُريد ، يَكن لك فوقَ ما تُريد ..
.