ساعة حول معصم الوقت

الوقتُ قطرات تنزلق
على جبهة الزمن
تبلل صدغ الفضاء
الساكن في الأرواح

لَعَلّ الألم يُطالع وجهكَ وأنت ترنو إلى مَغْربي، أو بعض الفرح
لعل نوري يُبهر عينيك وأنت تحك عنهما نافلة وسن
معلق بين خيط وإبرة
الخيط زمن
والإبرة ضحكات ثكلى
تفقأ عين المكان

ها قد تلبستني الشمس
ها قد تزنّرت بضفيرة البدور

لعل النور، إذن، يقطر من أطراف أصابعي
وأنا أمسح عن وجه المرآة غَبَشَ ليلها الوحيد
وأنا أفاوض في صمت قلق الخواء على مائدة الإفطار
وأنا أسكب ما تبقى مني في فنجان الصباح
وأرميني في مفارق الإسفلت

أنا كلٌّ تام
في بعضي
أنا بعض ما نقص
من كلي:
أنا فقط إنسان
أنا وقت يقطر من حيز ما
والزمن مرماي

لعل الصورة تتشظى بين يديك وأنت تستعير الآهات من المرضى
ترتق الكلمات بخيط ألم
تجدل من نافل المَيْن
بعضا من شجن
لعلك تدرك أن الزمن لله
و أن الوقت للبشر

أنا بشر
لا وقت في رأسي

وأنت، من أنت؟

وأنت تقلم أظافر الوقت
في رحلة الخريف
لعلك تلحظ في الطريق إليّ ظهر الزمن المقوس
ساعده كي يتسلق عور الأزل إن أردت
أو اتركه لملاقاة الوقت
هو كفيل بمحو الذوات


وأنت على شرفة طهرك
تُشير بسبابتك صوب الخارج
احذر أن تجرح الأظافر صفحة الهواء
فقد خالطني حلمٌ
جعل للهواء أسماء

ها قد فَلقْتَ جمجمة الوقت
ينسل الزمن بين أصابعك بعيداً
أنت وحيدٌ من دقائق النفْس
تقتل الوقت شزراً
على إيقاع الزمن المديد
قل لي
أفي السُّبخة تنبتُ الديدان؟
أفي راحة الملاح تزهرُ رائحة الظربان؟



أيهذا الألم،
أنا آت إليك من قلب الليالي البكماء
من لمسة فرحى تضمد ثقوب الناي في رئة العالم..
فدثر وقتي
وأنذرني إلى يوم يرحلون