الدستور
***
شعر
***
صبري الصبري
***

الحُرُّ يأبى وجهة لنفاقِ
مهما تعالت جوقة الأبواقِ
ويعيش مهموما بصالح قومه
متشبثا بمكارم الأخلاقِ
ويود للناس الفلاح بطيبها
تحيا بحب واكف الإغداقِ
يدعو بدعوة وحدة محمودة
فيها الجميع بألفة ووفاقِ
لا أن يكونوا في مهب عاصف
للريح تضرب ضربها بشقاقِ
إني حزنت لفرقة وتشتت
في مصر لاحت بالهوى الخفَّاقِ
في وضع دستور البلاد تمزقت
آراء شعب طيب الأعراقِ
أضحى لأول مرة بمعسكر
ومعسكر متأهب الأطواقِ
دب انقسام بيننا يا ويحنا
كنا بأحسن لُحْمَةٍ وتلاقي
فاختل بالبنيان صرح شامخ
أمسى يعاني من ردى الإخفاقِ
ما بين غال في المطالب أحمق
ومفرط متخبط الأطباقِ
ومؤمل حسم الأمور لنفسه
متشدقا بمزاعم استحقاقِ
مستعجلا سن البنود بفكره
دون اتساق شاهرا لوثاقِ
وكأن مصر بيومها وبليلها
باتت رهينة نلكمُ الأوراقِ !
إني رأيت تعجلا لا ينبغي
وتسرعا بالحسم والإغلاقِ
والطرح للتصويت دون تريث
لبضاعة بتكدس الأسواقِ
في مصر نرجو الإتفاق فوحدوا
فضلا صفوفا أمعنت بفراقِ
والله أعطى للجميع حقوقهم
مهما اختلفنا في صنوف مساقي
فالدين لله العظيم بأمره
يهدى .. يضل بقدرة الخلاَّقِ
لا قهر لا إكراه في الدين الذي
جاءت شريعته لنا بتراقي
تعطي الأنام حماية ورعاية
من بسط ربي واسع الأرزاقِِ
وتبيح للناس الحياة كريمة
بصفاء عيش آمن بفواقِ
فشريعة الإسلام نور ساطع
بالخير في نبع له دفَّاقِ
دستور مصر إمامها لتطور
متميز متعدد الآفاقِ
لا تكتبوه بشبهة وكريهة
تودي بنا لمشاعل الإحراقِ
ولتسطروه برأفة وبرحمة
وسلامة للصدر والخفاقِ
ولتشركوا فيه الجميع بوحدة
مصرية في ومضها البراقِ
والأزهر الميمون في إشراقه
بالنور يزهو باهر الإشراقِ
وكنائس في مصر تاريخ لها
بجميل حفظ العهد والميثاقِ
فالكل فينا بالمحبة والوفا
بوداد صفو رائق متلاقِ
يحمي الحبيبة مصرنا من هزة
تهوي بها لمخاطر الإغراقِ
فتكاتفوا وتآلفوا وتعاطفوا
يا أهل مصر بخافق مصداقِ
إنا لنبذل عمرنا من أجلها
ونذب عنها هجمة الفساقِ
ونعيش فيها مسعدين بما بها
من خير ربي المستعان الباقي
فبنيلها عذب الشراب وروضها
جنات نهر دافق رقراقِ
ما أجمل الأرجاء فيها تزدهي
بمحاسن من دوحها المغداقِ
من فضل ربي من خزائنه لها
يأتي عطاء الواحد الرزاقِ
يا أهل مصر توحدوا وتجمعوا
من أجل مصر حبيبة المشتاقِ
يأتي إليها العاشقون لأرضها
لندى الحبيبة قبلة العشاقِ
هاموا بها وترنموا بقصائد
رقراقة الأشعار والأشواقِ
فلتنقذوها باتساق قلوبكم
بمحبة درية الأعماقِ
ولتعمروها بالجهود حثيثة
لتكون دوما في أجل مراقي
فالدهر يشهد أنها كانت به
رمز المعالي بالمقام الراقي
والآن تحتاج الحبيبة عزمنا
لنكون درعا كالسياج الواقي
نحمي الجميلة من نزاع محدق
بنذير شؤم مطبق بخناقِ
هيا إليها باتفاق شامل
ينهي الدموع بأعين ومآقي
نحن الذين بصبرنا وعطائنا
سنصون مصر برفعة الأعناقِ
دستورنا شرع الإله وسنة
للمصطفى بفؤادنا التوَّاقِ
صلى الإله على النبي وآله
من طار للأقصى بظهر براقِ !