السندباد

السندباد

قال لي السندباد لمــا تكلمْ... إن ترد صحبتي فمني تعلمْ
فإذا ما اتبعتني لا تسلني ...إنما الحر بالإشارة يفهمْ
أنا شيخ البحار أمري عجيب...أنا من عولم الهوى فتعولمْ
و جميع البحار شرقا و غربا... طوع أمري أصـول فيها و أحكمْ
عالم البحر غامض و عصي... عالم البحـر يا بنيَّ مُطلسمْ
كل من خاضه بغير دليل ...كان كالأعمى في الظلام تقحَّمْ
*=*
قلت يا سندباد خذ بيدي يا ...سيد البحر علني أتأقلمْ
أعشق البحر في دمي منه شيء... مبهم .. و العشق المُبَرِّحُ مبهمْ
بهرتني أمواجه حين لانت ...بهتتني رؤاه حيـن تجهمْ
ملك العقل بالمدى المترامي... سلب القلب بالجمال المعظمْ
أي عيش بالله إن لم أغامـر ...بنفيس الأيام في ذلك اليمْ ؟
ليس لي علم بالمِلاَحَة لكن ...رأس علمي أني وجدت المعلمْ !
*=*
قال لي السندباد لما رآني...ماضيَ العزم بالمَخاطر مُغرمْ
أدن مني أريك بحرا محيطا ...هَوْلُهُ مرعبٌ .. كهول جهنمْ
فيه صابرْ..و فيه جاهدْ و ثابرْ... فيه غامـرْ.. و فيه أخِّرْ و قَدِّمْ
إنه نفسك التي بين جَنْبَيْــــ...ـــكَ فأعظم ببحرها .. ثم أعظمْ !
هو بحر لكن بغيـر شواطي... ظلمة فـوق ظلمة تتكومْ
خطر كله.. و فيه كنوز ...من يفز بالكنـوز عاش منعمْ
فاركب البحر و اتخذني دليلا ...من يَسِرْ في حمى المجرِّب يسلمْ
فأنا يا بحَّار بوصلـة لا... تلتفت عنهـا .. أو تتيه فتندمْ !
*=*
(من ديوان جليس القمر)

فيه صابرْ، و فيه جاهدْ و ثابرْ.. فيه غامـرْ، و فيه أخِّرْ و قَدِّمْ
إنـه نفســـك التي بين جَنْبَيْـــكَ فأعظـم ببحـرهــا ، ثـم أعظـمْ /
~~~~
ويا لها من بحر خضمّ لا ينجو منه إلا العارفون ، جميلة هي ، وكيف لا
وأفنانها من معاني جليس القمر ، سلم اليراع والبنان شاعرنا المعطاء ، تحيتي ومحبتي .

جميل وممتع ما اقرأ هنا
عميق ما وصلني من احساس هادئ لكنه جارف
سلم الشاعر والشعر

كثيرا ما ينشغل الإنسان عن نفسه بالكثير من الأعمال والآلام والآمال
لفتة رائعة ودعوة كريمة لوقفة جادة مع النفس للارتقاء بها في مدارج الجمال والكمال مسترشدا بالقدوة الحسنة من أرباب العلم والتربية ..

تحياتي لك شاعرنا الجميل
مودتي

قصيدة جميلة شعرًا وشعورًا
منسابة بعذوبة لا فض فوك .
تقديري

كم هو جميل ان يرى نفسه ويناقشها ويعاتبها ويحاول قراءتها
وواع مدرك من يجالسها ليعلمها ويقودها
شكلات على هذا الاداء الشعري الجميل
مودتي

حوارية جميلة ..
والبحر خضم كبير فيه وقفات تأخذ منها النفس عبراً من تأمل وتدبر .

تقديري شاعرنا الكبير.

قصيدة جميلة ذات خيال وجمال !
أجمل ما في عاطفة الشاعر تَوْقه للمغامرة وانجذابه إليها بقوة كما تجلى ذلك في قوله
أعشق البحر في دمي منه شيء... مبهم .. و العشق المُبَرِّحُ مبهمْ
بهرتني أمواجه حين لانت ...بهتتني رؤاه حيـن تجهمْ
ملك العقل بالمدى المترامي... سلب القلب بالجمال المعظمْ
أي عيش بالله إن لم أغامـر ...بنفيس الأيام في ذلك اليمْ ؟
جميلَ!
أدن مني أريك بحرا محيطا ...هَوْلُهُ مرعبٌ .. كهول جهنمْ
الفعل (أريك) هو فعل جواب الطلب ، وحقه الجزم ( أُرِك). فأقترح تغييره لسلامة النحو والوزن.
مع التحية والتقدير

فيه صابرْ، و فيه جاهدْ و ثابرْ.. فيه غامـرْ، و فيه أخِّرْ و قَدِّمْ
إنـه نفســـك التي بين جَنْبَيْـــكَ فأعظـم ببحـرهــا ، ثـم أعظـمْ /
~~~~
ويا لها من بحر خضمّ لا ينجو منه إلا العارفون ، جميلة هي ، وكيف لا
وأفنانها من معاني جليس القمر ، سلم اليراع والبنان شاعرنا المعطاء ، تحيتي ومحبتي .

الاخ الشاعر رياض
شكرا للمرور
تقديري و محبتي

أحسنت الوصف وأجدت
ربما يحسن بالمرء ان يقف أن يقف على شواطئ بحر نفسه متأملا ومفكرا
بديع ما رسمت هنا، وما نسجت من جمال في نص بارع
ومعان عميقة ودفق شعري جميل
دام هذا الألق الباهر.