الراعي والذئب

راعٍ يسوقُ قطيعًا نحو مرعاهُ
والبِشرُ يسطعُ من أعلى محياهُ

وبينما هو يمشي في غُنيمتهِ
مَشي الهُوينى تراعي الذئبَ عيناهُ

إذا خروفٌ تنحَّى عن جماعته
وراح يجري بعيدًا عن أحِبَّاهُ

قضى زمانًا يمنِّي نفسَه أملاً
بروضةٍ لم تطأها قبلُ رجلاهُ

فأقبل الذئبُ يعدو نحوه عجِلاً
فقد آتاه بشوقٍ ما تمنَّاهُ

وراغَ فاستعجلَ الراعي ليرْجعَه
عن مسلكٍ لا يعي المسكينُ عُقباهُ

وراح يزجرُهُ يبغي سلامتَهُ
حتى يعودَ لمرعاهُ ومغناهُ

والذئبُ منطلقٌ يعدو ليأكلَه
حتى بدا من سُعارِ الجوعِ ناباهُ

من بأسِه أجهدَ الراعي فتابَعه
مهرولاً وعصاهُ طوعُ يمناهُ

وراح يعدو وذا يعدو فأسقطَه
رماهُ من حيثُ لايدري فأرداهُ

عاد الخروفُ معافًى نحو إخوتهِ
مُروَّعًا واجفًا من هولِ مرآهُ

فتاب عن غيِّه يبكي خطيئتَه
ما كان أبعدهُ عنها وأغناهُ

وصار يعرف للراعي مكانتَه
يطيعهُ حين يأمرهُ وينهاهُ

وأنه لم يُرِدْ يومًا مضَرتَهُ
بل إن قسوتَه كانت لجدواهُ

جميل هو ماقرات لك شاعرنا زيد الانصاري وانها قصيدة بالف معنى ومغنى في قالب شعري ملفوف بالحكمة تحياتي لك ايها الشاعر الشاعر

أعجبني هذا السياق الهادف بارك الله فيك شاعرنا الرائع

قصة شعرية هادفة نجحت في طرحها بأسلوب مميز ذكي
فجمعت بين أناقة المفردة، وجمال الصورة، والرمزية الرائعة
دام هذا الإبداع الزاخر بالحكمة والبهاء.

راعي القَطيعِ على الذُّؤبان عيْناهُ
.....................عَنِ الخِرافِ تذودُ الذئَبَ يُمْناهُ
وَللقَطيعِ حُقوقٌ باتَ يحْفَظُها
....................فالعُشْبَ مَطلبُهُ والأمْنَ مَأواهُ
قد يَجْرُؤ الذِّئْبُ أن يحْظى بِسائبةٍ
...................وَلا تَني تسبِقُ الرعيانَ ساقاهُ
إذا الخروفُ ثغا عن أمْر سيِّدهِ
................وراحَ يبْغي مَراحاً عاشَ يهْواهُ
تَهْوي عليهِ عَصا الرّاعي مُعنِّفةً
..................إنْ لمْ تَسُقْهُ إلى ما ظلَّ يخشاهُ
لا فرْقَ بينَ ذِئاب البيدِ تأكُلُهُ
.....................وَبيْنَ راعٍ ليَوْم العيدِ غَذّاهُ
ونحنُ عن منْطقِ القطعانِ فطْرَتُنا
..................تنْأى وَتقبَلُ ما أوْحى به اللهُ

لا فُضّ فوك شاعرنا..
ما أجمل أن تُضمّن الحكمة والنّصح في نغم شجي جميل..
لن نفِي المُربين حقوقهم وفضلهم أبدا..
وأدنى ما نقدمه لهم هو العرفان..
ولا يجحد ذلك إلا اللئام من الناس..
هُم الحُداة إلى الخير الهُداة إلى البِر وبرّ الأمان..

...

تقديري شاعرنا
...

حَادٍ يسوقُ عزيزًا نحو منجاهُ


والنّصحَ ضمّنه شِعرًا وغنّاهُ


قدْ أسرع الخطو من شرٍّ توجّسهُ


ولمْ يُرد عنتاً، كلاّ وحاشاهُ

البذل ديدنه لا يبتغي أجرًا

الخير يطلبه لهم ويرضاهُ

الرُّوح يبذلها لمن أحبّهمُو

ذاك المربّي وعين الله ترعاه

قصة شعرية جميلة ازدانت بالبلاغة و لبست ثوب العبرة .
بوركتم شاعرنا .

قصة شعرية رائعة المعنى ـ حلقنا برفقة صورها ومعانيها وعبرتها
بوركت حروفك المتألقة ـ ودام سحر بيانك
نص بديع ـ بوركت واليراع.

قصيدة فصيحة بليغة وقصصية رائعة بأسلوب ممتع
بارك الله في قلمك وزادك حكمة

قصيدة في ثوب قصة حملت معان في اسقاطاتها
شكرا للشاعر هذا النسج
مودتي