الحب الخالد

كانتْ تمشي على أطرافِ الوقتِ بأصابعِ الحياء كي لا تُزعجَ يومي،
وتُصلّي بصمتٍ كَي لا توقضَ عصافير سكوني.
وتُخفي خطواتِها في المطبخِ كي لا ينهضَ النوم من أناملَ جفوني
وإذا اشتكيتُ بردًا – بل، قبل أن أشتكي –
كانت ترفعُ لي بُردتَها القديمة، ولحافَها الممهور بكلماتٍ تُشبه تكبيرةَ العيد، دون أن تذكرَ أنها لم تَعُد تملكُ غيرَهما.
وإذا بُحتُ بألم، جفّفته كما يُجفَّفُ المطرُ عن كتابٍ كريم تبلّل بزخّاته.
كانت تُسلّمني الطمأنينة، وتعود إلى صمتٍ يشبه صلاةً طويلة.

هذا هو الحب الحقيقي..
أن تشعل أناملك كي تحظى على رضى من تحب
وتحرق أيامك كي تبث فيهم الدفء
وتمنحهم نور عينيك بدون تردد كى تنير لهم الظلام
ثم لا تنتظر مقابل
الحب الحقيقي.. هو أن تحتفظ لهم في داخلك بمساحة جميلة من الأحلام..
ومساحة شاسعة من الرحمة والمودة..
وأن تملك قدرة فائقة على الغفران لهم مهما أساؤوا إليك..
ثم لا تنتظر المقابل.. !
الحب الحقيقي.. هو أن ترد عنهم كلمات السوء في غيابهم..
وتحرص على بقائهم صفحة بيضاء في أعين الآخرين..
وتحفظهم مهما غابوا عنك.. ثم لا تنتظر المقابل.. !

الحب: سماء صافية، وبحر هادئ، وبسمة حانية ..
الحب يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان.
الحب: ناراً تضويناً، الحب نبنيه بأيدينا..
فماءه يروينا وزاده يكفينا...
هذا هو الحب... لمسة من الوفاء والعطاء..
هذا هو الحب الخالد.

بوح رقيق وأنين قلب على عتبة فقد فتنزف الحروف دموعا
ونبض يتسرب عبر حروفك إلى قلب القارئ فيشجيه
بنبضات شعرية كتبت بلغة راقية تحمل صورا معبرةقوية الوقع.
سلم مدادك.

نصك يفيض دفئا وحنينا
كأنه يلتقط أنفاس الأمومة من بين سطور الدعاء
ويغزلها بخيوط الحياء والصمت المطمئن
سلم إحساسك حيث أيقظت المشاعر برفق

قطعة نادرة من دفء الحنان وصمت العطاء،
ترسم صورة امرأة تمشي على أطراف الحياء،
تعطي بلا ضجيج، تطبطب على الجراح بصمت صلاة،
تخفي تعبها خلف ليلٍ هادئ، وتُسقينا الطمأنينة بلا كلل.
هذا الفن الرفيع يعبّر عن أسمى معاني العطاء،
ويشيد بكاتبها الذي حمل لنا في كلمات قليلة بحراً من الحب والوفاء.
يا كاتب القلب والصمت الجميل،
كلماتك تلامس الروح برقة لا تضاهى،
تُبدع في تجسيد الحنان بصمت،
وتزرع فينا بذور الوفاء بكل حرف.
دمت نورًا يضيء دروب المشاعر الصادقة.
تحياتي

اخجلتم تواضعي بكلماتكم العذبه

الحُبُّ لَيْسَ قَصِيدَةً غَزَلِيَّةً
تَنْثَالُ عَبْرَ مَشَاعِرِ الشُّعَرَاءِ

الحُبُّ لَيْسَ عِبَارَةً مَمْهُورَةً
بِالْعِشْقِ لِلْمَحْبُوبِ كَالْأَصْدَاءِ

الحُبُّ إِحْسَاسٌ جَمِيلٌ صَادِقٌ
يَسْرِي مَعَ الْأَنْفَاسِ كَالْأَحْيَاءِ

يُهْدِي الْقُلُوبَ سَعَادَةً دَفَّاقَةً
كَالْمَوْجِ كَالْإِعْصَارِ فَوْقَ الْمَاءِ

الحُبُّ نَبْضُ الْقَلْبِ فِي لَهَفَاتِهِ
يَحْيَا كَمَا الْأَسْرَارِ فِي الْأَحْشَاءِ

يَسْقِي النُّفُوسَ حَنَانَهُ وَوُدَادَهُ
وَيَفُوحُ كَالْأَزْهَارِ فِي الْأَجْوَاءِ

متدفقٌ كالنور فِي جَرَيَانِهَ
يُعْطِي الْحَيَاةَ جَمَالَهَا الْوَضَّاءِ

هائل الصرمي

نص جميل شاعرنا وأديبنا الحبيب ،،
صياغة متينة وتعابير رقيقة خدمت فكرة النص.. وإن كنت أرى أنه أقرب للخاطرة منه للقصة القصيرة جدا..
تحياتي.