[grade="00008B FF6347 008000 00008B"]
الآن يمكنني الكلامُ ،
أمام كل الناس جهرة .
الآن يمكنني الكلامُ عن الذي
أهوى وأكره .
وعن الذي لم تُنسني الأيامُ ،
ذكراه وذكره
وعن الذي ضيَّعتُ عمري
كي يطيلَ الله عمره
وعن الذي لمَّا يراني
أستغيث ، يدير ظهره
[grade="800080 FF6347 008000 4B0082"]الآن يمكنني الكلامُ ،
عن الذي أحتاج غيره
وعن الذي سمَّيته ، خطأً ،
حبيبي ، ذات مرة
وتخذتُ من تاريخه
مثلاً ، وموعظةً ، وعبرة
سأعُدُّ ، قبل البدء ، بالمقلوبِ ،
من ألفٍ لعشرة .[/grade]
حتى ينادي كل غصنٍ
في بلاد العرب طيره .
وتدور ريح الشرق بالألحانِ ،
حول الأرض ، دورة
وتقول عاد الشاعر المجنونُ ،
يُلقي اليوم شعره
يا أيُّها الوطنُ الذي
في حِصنهِ ، مليونُ ثغرة .
عشنا طويلاً ، فوق أرضكَ ،
عيشةً سوداءَ مُرَّةْ .
ما كنتَ في يومٍ أباً
كلاَّ ، ولا ربَّاً لأسرة
ما كنتَ أمَّاً ، من حنانِ عيونها
نحظى بنظرة .
ما كنتَ حُضناً دافئاً
فيهِ ، ننامُ ولو لفترة
ما كنتُ تطفئ في قلوبٍ
أحرقتها النارُ جمرة
ما كنتَ تمسحُ عن خدودٍ
بُلِّلَتْ بالدمعِ ، قطرة
بل كنتَ فظاً ، قاسياً جداً
وقلبُك مثل صخرة .
هذا عراقُكَ ، من تُرابكَ
يَخلعُ المحتلُّ جِذرَه .
والمسجد الأقصى يئنُّ
وفيكَ لا تهتزُّ شعرة
عشرون منَّا أوقعوكَ
بغدرهم ، في قلب حُفرة .
عشرون منا أسكروك
فغبتَ في أوهام سكرة
عشرون منا بيَّعوكَ
ترابك الغالي بتمرة
عشرون منا قشَّروك
وفي الطريق ،
رموكَ قشرة ..
يا ربِّ هذا موطني العربيُّ
أحيا فيه مُكره .
ووراءهُ ، من فرط يأسي
كِدتُ أكسرُ ألف جَرَّة .
فاقْطَعْ ، سألتكَ يا إلهَ الكونِ ،
عن أهليه ، شرَّه .
فَجِّرْهُ ضد أولئك العشرين ،
بركاناً وثورةْ .
ومن احتلالهم البغيضِ اجعلْ
بلادََ العُرْب حرة . [/grade]










