في مأتم الشعر

أسرى بك الشعر من تطوان للنقب
والحرف يصهل من جنبيك للغضب
أدَّيـْتُ خلفَ الفراق المرِّ عن سبب
- غيرَ الفريضة حزنا - عثرة َ السبب
عن غير سهو جبرتَ الشعر فانخرطت
ساق المشاعر في دوامة الأُرَبِ
والشعر يسجد مؤتما بنكبته
خلف الضلوع احتراقا شهقتيْ لهب
أمامـَك الحرفُ يسعى في مجرَّتِهِ
وخلفـَك الشعرُ صلـَّى ركعتي أدب
تطوي القوافي على أعناق محنتها
طي السِّجل ِ لمعلوم من الكتب ِ
والبرق راحلة تجري إلى قلق
وتستريح على أقسى من العتب
يشتاقك التين، والزيتون منكفئ
في طور سينين تيها جَدَّ بالهرب ِ
لم يقتبسْ من ثرى حطين جمرته
أو صاهر النار إلا كنت عن كثب
الشمس غابت ولم تنبس مشارقها
ضوءا، وما أطلقت عينيَ للسحب
وكنتُ قاب احتضار الحبو يسبقني
نحوي السؤال ألم تسمع همومـُك بي؟
خيـَّمْتُ بين تضاريس النزيف ولم
تنس الجروح ذبيحا تـُلَّ للركب
حتى دم الشعر في شريان قافيتي
تحنو عليه جروح من وريد أبي
درويشُ: في لغة التأبين حافية َ الــ
عينين تمشي الرؤى والدرب في تعب
فكيف أغفو على جرحين، يكبرني
أولاهما بمدى قلب بلا عرب ؟؟
عندي من الحزن ما يحتاجه ألمي
لكنه اليوم لا يكفي عيونَ صبي
هل أستعير بشق الحبر من قلمي
سطرا يناهز أسفارا من الخطب
أماه يعقوب ما انفكَّ القميص به
يبكي وأبناؤه في لـُجة اللعب
وما برحتُ كفوفي حينما اختصمت
فيها الأصابع والتلويح للسحب
درويش إن عزاء الشعر بين يدي
صبر تلقاه من وحي السماء نبي
غادرت منا إلينا راكبا مؤقا
حتى وصلت لشعر غير ذي نـَصَب ِ
ولم أجدك بنعش الحرف ،هل نفضت
كفاك رملَ القوافي عنك بالحجب؟؟
مات الحصان، ولم تسقط قصيدته
وإنما سابقتك الخلدَ بالأدب
ــــــــــــــــــــــــ

عزاء للشعراء بوفاة الشاعر محمود درويش
11/8/2008
بصر الحرير.