نقش على الماء

عاد مزهوًا، يتبختر بعنفوان نرجسيته ويهمس في أذني:
- ارسمي حروفًا تتدحرج على صفحة الماء ، وشمًا يرتشق محمومًا بين خطواتنا بالسفر.
ارسمي لي بريشة الماء.. قمر
زيّني بالحكايات مقاعد السمر

يا سيدي..
لستُ فينوس ربّة الجمال، ولا سالومي الساحرة ، ولن أكون أمَةً تتعلّق خصر شهريار رفيقة في ليالي السهر.
لن أسرح في دوائر عالم يدير بقسوة عجلات أفئدة من غاب منها ومن حضر.
أنا امرأة تبحث عن هوية، في زمن أضاع الوقت، فهزم الجفاف قيم البشر.


ما باله يرسم بريشته عالمي، ويقلب كلّ ما فيّ رأسًا على عقب كي أتبع الخطى والأثر؟!.
وأطوّع أبجدياتي وأصبّها في بيادق التراب والحجر!.
قصور نبنيها في السراب، مروج وسهوب نرسمها في مهب الرياح تصارع ظلمة الخطر!.

يا سيدي كلّها متاعب الصور!.
حلم يحلق في فضاءات بلا قيود هو أصدق الخبر، أم تراها قوافي تتحطم على عتبة الوزن، معتمةً.. مظلومة.. تقتات شحّ المطر.
وتدّعي بعدها أنها حداثة ودرر؟!..

الحداثة امتداد للأصالة، وليست طحالب تنمو بلا جذور وخطى عابرة، يجرفها أول السيل وتعرّيها الأيام ، وأسفار الحداثة الهشّة ترهقها هرطقات رؤىً تملأ فضاء الماء ضجيجًا وسقوطًا وعقابًا من قدر!.
وهبتك الدفء الحميم، فامنحني فسحة بين أضلاعك أخط فيها خربشاتي ... فرحةً جزلة دونما وجل ... لا نقشًا على أمل يهجرني قبل أن يقيم فرحتي، وأبقى مع ذاتي أعاني الفراغ والضجر.

السلام عليكم

شهد لكِ بسلامة وجمال النص .

تقديري لكِ

صدقيني أيتها الأخت الفاضلة المبدعة رنا :
لديك من عناصر الإبداع ما يجعل نصك لوحةً بديعةً ... ومن المشاعر ما يجعله سلسبيل إحساس صادق ... دون الحاجة للسجع والبحث عن قافية ...
راقٍ وبارعٌ هذا النقش ... فيه من كل ما يشتهي القارئ من فنون
أشكرك وأرجو أن أقرأ لك دائمًا المزيد أيتها الأخت المبدعة
مودتي كما يليق

الحداثة امتداد للأصالة، وليست طحالب تنمو بلا جذور وخطى عابرة، يجرفها أول السيل وتعرّيها الأيام ، وأسفار الحداثة الهشّة ترهقها هرطقات رؤىً تملأ فضاء الماء ضجيجًا وسقوطًا وعقابًا من قدر!.

ما كان قوي الجذور ومتماسكا، لا يجرفه السّيل... وتلك هي الأصالة
شكرا لجميل حروفك أخت رنا
بوركت
تقديري وتحيّتي

الفاضلة / رنا أسعد
تحية خالصة لقلمك الثّر ...
تروق لي كلماتك العذبة وأفكارك الناضجة لله درك
تحيتي والمودة

لقد سبقني الأفاضل .. ولا يسعني الآن سوى جزيل الشكر على هذا الهطول البراق

لكن نقشك لم يكن على الماء
بل هو راسخ رسوخ الجبل الأشم
تحياتي يا رنا

كانت اللغة هنا ساحرة كأسطورة من أساطير الجمال
أديبتنا الرائعة ...
أبدعت وصفا وحرفا وفكرا
دمت ودام ألقك
تحاياي

يا سيدي كلّها متاعب الصور!.
حلم يحلق في فضاءات بلا قيود هو أصدق الخبر، أم تراها قوافي تتحطم على عتبة الوزن، معتمةً.. مظلومة.. تقتات شحّ المطر.
وتدّعي بعدها أنها حداثة ودرر؟!..

الحداثة امتداد للأصالة، وليست طحالب تنمو بلا جذور وخطى عابرة، يجرفها أول السيل وتعرّيها الأيام ،

السلام عليكم صديقتي العزيزة رنا أسعد
قرأت هنا نثرية رائعة الجمال ,,أٌقول ذلك بدون مجاملة
ولم أر أن القافية مزعجة أبدا ,بل هي جميلة منحت النثرية نغمة هادئة
لوحاتك فاتنة يا رنا حقا ,واللغة متمكنة
لقد انتقدت أعلاه ما سميته حداثة ,وأسميه الشعر الحر

قلت ~قوافي تتحطم على عتبة الوزن، معتمةً.. مظلومة.. تقتات شحّ المطر.وتدّعي بعدها أنها حداثة ودرر؟!..

هل هذا فعلا صحيح ؟؟

أم هو
الحداثة امتداد للأصالة، وليست طحالب تنمو بلا جذور وخطى عابرة، يجرفها أول السيل وتعرّيها الأيام

أرى أن رأيك الثاني هو الصواب
شكرا لك رنا
أتمناك بكل الخير

شكرا للمتعة والجمال والإبداع