المنفى...
حصيرةٌ تتوسّط الكلام... وناقوسٌ من الحلم يضيء آخر زيتِه....
كوّة الغرفة المقيتة التي أسكن بعيداً عنك....
راحلتك التي أنخت بساحة أنفاسي...
حشرجةُ الوقت المصلوب على الجدار...
كلّها تستعدّ لنقلي إلى المنفى... و تستمرّ على ذات الوتيرة....
تجمعك و تخبؤك في حقائبي التي لم أستطع لها حملاً.. فاكتفيت بمراقبتها من بعيد.... حتى غبت عنها....
لكن...
من أين تسربتَ للطّريق العامّ المؤدي إلى وجعي؟ لم أعد أذكر ترتيب الحوادث...
و لم أعد أذكر أي الطّرق سلكتُ...، فكل الطرق تؤدي الى.....
النّفقُ المؤدي لمدخل المنفى مزركشٌ بالوقت....، أكتب سطراً على حافّة الطّريق ثمّ أمحوه....
مقيدةَ اليدين.....
الأبواب غُلّقت... وأنا يقتلني فضول المنفى بأنفاسي...
ففيه التماعٌ من جنونه.... " هو ذهب للمنفى أيضا "....
لم أستطع له ردّاً... ولم أستطع إلا أن أشاطره ما ابتدأني به...
كتلتان من جليدٍ نحنُ.... تذوب كلّ واحدةٍ من وحي فضول...
نتشاطر الجهات الأربع...
متوازيان....
نرسم بالحبر المتدفّق في المنفى أشباه أحلام من مستطيلات الغسق...
ونفتح الجهات الخمسة منها على احتمالات الحياة....
أو ربّما كانت احتمالات النفيّ المكبّل في أقلام الرّصاص...
والـ بـ يـ ا ضُ.... " يعلوني ".... فأنظرُ جاهدةً للغيمة المحمّلة بالحنين..
أتوسلها أن تمسك ما بها....
وأنا أبدأ في نشر أشعة الصّمت حولي...
علّي أحترف به نفحة غياب....
الرّوح العطشى
20-11-2011



رد مع اقتباس

