غبش عراقي

عـلــى غَــبــشٍ عــراقــيٍّ أتــيــتُ
وفــــي كــفـــيَّ قـنــديــلٌ وزيـــــتُ

وبــيــن أصـابـعــي جــمــرٌ تــقــيٌّ
إذا قـــال اتـقـونــي مــــا اتـقـيــتُ

وبـيــن جـوانـحــي وجــــعٌ أبــــيٌّ
إذا مــالــت بــــه الـدنـيــا أبــيـــتُ

فـلـي فـــيّ كـــلّ مـقـفـرةٍ حـسـيـنٌ
ولــي فـــي كـــلّ مـفـخـرةٍ عـلــيُّ

ولـــي فـــي كـــلّ زاويــــةٍ ولــــيٌّ
ولـــي فـــي كـــلّ منـعـطـفٍ نـبــيُّ

وتـدري يـا هــوى دمـعـي عـصـيٌّ
ولكـنْ أيـن مـن وجـعـي العـصـيُّ

فـلــي بـغــداد إنْ ذُكـــرتْ عـشـيّـاً
كـــدَرويـــشٍ أدورُ إذا انـتـشــيــتُ

وأصـحـو أينـمـا خَـطـرتْ صبـاحـاً
ويدري الصبحُ عمري ما صحوت

لَــوَ انّــي أشــربُ النسـيـانَ طــرّاً
علـى السلـوان عنهـا مـا سلـوت

ولـي وطــنٌ عـلـيٌّ فــي الأعـالـي
إذا هُـجّــيــتُ أحـــرفَـــهُ بــكــيــتُ

ولــــي قــمــرٌ فــراتــيُّ الـلـيـالـي
إذا هــي أظلـمـت يـومـاً بــدا لــي

بـهـيّـاً عـبـقــريَّ الــضــوءِ لــيــلاً
فـيـا لــهُ أيـنـمـا أضـحــى ويـالــي

أعـلّــلُ روحـــيَ الـتـعـبـى لـعـلــي
ملاقـيـهـا , وكـــم طـالــت لـعـلّـي

أصـلّـي أنْ تـجـيءَ ولـــو مـنـامـاً
إذا هـي ضيّـعـت أسـبـابَ وَصْـلِـي

وأُصْـلـى فــي صـلاتـي كــل لـيــل
أذوبُ تـهــجّــداً ويــظـــلُّ ظــلّـــي

يُـصَـلّـي لـلـصــلاة بــــأن تـظـلّــي
كـمــا كـنّــا الـتـصـوّفَ والتـجـلّـي

فضـاعـتْ قبلـتـي بـيــن الـفـتـاوى
فـقـل لــي أيــنَ يـتـجـهُ المـصـلّـي

فـإنــي أيـنـمـا وجّــهــتُ وجــهــي
تـوجّـهَ بعضُـهـا يـــا ويـــح كـلّــي

إليـهـا ؟ لا عدمـتـك ناصـحـا لـــي
ولـكـن أيـــن مـنـهـا بـــل ومـنّــي

وإنّـــي حيـثـمـا نـاغـيـتُ جـرحــي
وضـجَّ بـيَ الهـوى أو خـابَ ظنّـي

أغـنّـي يــا صـبــا بـــردى أعـنّــي
وإلا يـــا صـبــا بــــردى فـدعْـنــي

أكـتّــم دمـعـتـي عـنـهــا وعــنــي
فديـتُـكَ يـــا صـبــا بـــردى فـإنّــي

عـلــى غَــبَــشٍ عــراقــيٍّ أتــيــتُ
وفــــي كــفّـــيَّ قـنــديــلٌ وزيـــــتُ

الشاعر / ناجي إبراهيم
قرأتُ قصيدةً هنا مليئة بالأحاسيس العميقة , أنيقة الحرف
شكرا لك على تميزك وإبداعك
تحياتي

واخيرا -- هنيئا للواحة وقد حطَّ عصا الترحال بها الشاعر الكبير
ناجي ابراهيم البقية الباقية من جيل الكبار - وانا على ثقة ان الواحة
ستسجلُ لي هذه اليد البيضاء لانني انا الذي اقنعته ان يتفيأ ضلال واحتنا الغراء
( رحبوا معي بينبوع الشعر ومعينه النقي )

اهلا ومرحباً بك شاعرنا الكبير والاخ القدير فى ظلال واحة الجمال والعطاء
نص شعرى رائع وكلمات رقيقة تفيض بالموسيقى من بين السطور
تسكب السحر بالاذان ويتمايل طرباً لها الوجدان
انتقاء رائع للالفاظ وسمو فى المعانى وقدرة على الحبك
تحيتى شاعرنا واستاذنا الفاضل
ومرحباً بك دائماً
ونتمنى ان يطيب لك المكوث بيننا
وبالتوفيق

قصيدة تحبس الأنفاس دهشةً
وتأخذ بتلابيب الروح إعجابًا وانجذابًا.

فـلــي بـغــداد إنْ ذُكـــرتْ عـشـيّـاً
كـــدَرويـــشٍ أدورُ إذا انـتـشــيــتُ

وهكذا كانت القصيدة:كدرويش في مقام حال
وقد أخذ التواجد بمجامعه فجاءت القوافي متنوعة
وعلى نسق (أو غير نسق) فريد كأنها تحاكي حاله.
شاعر عظيم أنت يا سيدي
أثملتنا شعرًا

محبتي وإعجابي

الشاعرة براءة الجودي : أشكر لك وقع خطاك قرب النص .. تحية مع سرب يمام

صديقي الشاعر جلال طه : أهنئني بهذه الواحة الغناء الغنية بكتابها المبدعين .. أشهد بأنك دليل قوافل التيه إليها .. كلمات الشكر لا تفي .. يكفيني أني بينكم أنهل وأتعلم وأستمتع .. وإطراؤك كبير لا أستحقه

الشاعر محسن البدراوي : فرات محبة لبهاء الحضور واللهَ أسأل أن أكون عند حسن الظن .

**(( حيّاك اللهُ وبيّاك شاعرَنا الجميل وأنت تحطّ بأجنحة قوافيك على أفنان واحة المبدعين المثقفين ، وأوّلُ الغيث أطربَ المتذوّقين ، وأبلّ قرائح المحبّين ، مرحباً بك شاعراً كبيراً ، طبتَ وطاب مقامك والقريض ))**

الله الله

إطلالة رائعة أستاذنا

أهلا بماتع حرفك وباذخ شعرك بين أفياء واحة الخير

والشّكر الجزيل لأستاذنا جلال الجميلي على هذه الدّعوة الرّاقية

يطيب لنا أن ننهل عذوبة حرفك

وأتمنّى أن يطيب لك المقام بيننا

مودّتي