هكذا كانت الحياة عندما بدأت كنت ألهو وألعب دون تضيق كانت السماء تضحك والرياح تداعبني وصوت وسمر النمل في الليل يضحكني كنت دائما ارقص مع الايام الجارية مع حقول القمح اليانعة كنت دائما افرح
ثم اصابني جرح جعلني ارى الايام قاتمة اللون تكرهني كرهت الورد قتلتة شتمت العصافير قلبت الحياة اصبح الواقع الذي احياه مفعماً بالحقد كان هذا الزمن مقلوبا حين ابادلهُ الابتسامة رماني الغضب عندما رميتهُ الورد رماني بالرصاص عندمة رميتهُ المحبة وضع الشوك في طريقي . تغيرت الاحوال بكى على حالي الليل والنهار السماء بكت على حالي لم أكن اعرف ان والدتي ستفارقني وتذهب الى عالم الاسفار كانت قد وعدتني بأن تخطب لي في هذا العام لقد تركت في نفسي امواجا مطلاطمة من الاحزان ..... الحرمان ،، كنت اعيش على همسات النجوم كانت تسامرني وتحكي قصة االغرباء وكيف يسرقون الضوء وكيف يموت عندهم القدر ... كانت تلك الرسالة التي جائتني من صديقي قبل عشر سنوات تختلف عما هي الان كنت ارنو اليها كلما أحسست بالجوع وكنت دائما ابحث عن القدر لعلي اجده في دفتر الايام..
كنت دائما ابحث عن قدري ياترى اين سيكون لقائي بحبيبتي ياترى اين ؟؟ كانت احلام العشرين من العمر قد قصفت بصاروخ من الغضب كان الصوت الذي يملاُْ الدنيا بالنور قد ذهب .. .. .. ابي اهٍ على ابي قد اثقله مرض السكري لم يعد يميز بيني وبين اخي الصغير اعتصرَ في داخله الالم .... كان دائماً يخبرني عن الانتصارات والفتوحات ويبكي على حال امتنا اليوم كان يصور التاريخ الغابر بالاسد وتاريخ اليوم بالضفدع الذي يهرب من مواجهة الاعداء كان دائماً لدية شي من الامل المثقل بالوهم والسراب كان يخبري امي رحمها الله انه اذا عاد الى فلسطين سيزرع الارض اطفال وبجانب الاطفال سلاح كان يبحث عن بيتنا في ذاكرته لكن الصورة مشوشة قد اضناها الكبر .... كان دائماً يصحبني الى الاقصى لاصلي فيه لكن قدر الله وما شاء فعل .... اصبحت قضيتنا شي من الماضي اصبحت لا تذكر الا في جلسة السمر اصبحت لا تذكر الا عند شرب الشاي او في مؤتمر دفين بالوعود التائهه ....هكذا هو دفتر الايام ابحث عن صفحة لعلي ارى فيها اسمي لا اجد الصفحة لا اجد شيً يعرف هويتي .. مزقت دفتر الايام وما زلت انتظر قدري .. جلست الى النافذة تسامرني تقول لي اصبحت الان في الخمسين من عمرك اما زلت ترنو الى العودة ؟ نظرت الى النافذة بغضب وقلت نعم كيف انسى البيت والزيتون وحقول البرتقال كيف انسى سهل يافا وحيفا حتى البحر
وعلقت مفتاح المنزل على شاطئ الايام لعله يدرك الميناء الصحيح في يومٍ من الايام.

اخوكم جهاد دويكات