طائر الحجر..



رأيتكَ أيها الرجلُ..
وفي الساحاتِ تنتظـرُ..
وتزرعُ في هجير الجدبِ..
آمالاً..
وتنهمرُ..
وتسقيها الدم الزاكي..
وتغفو وهي تزدهرُ..

رأيتكُ أيها البطلُ..
على الساحات ممتدٌ..
وفي الطرقاتِ منتصبُ..
يدوي صوتك الشادي...
هلموا...
يا رفاق الدرب..
إن القدس تنتظرُ..
هلموا...
يا رفاق العمرِ..
ها قد أورق الحجرُ..
وتزهو في المدى الصور..
وليل الظلمِ مندحرٌ..
وصبح الفتحِ منهمرُ
هلموا...
ثم يذوي الصوتُ..
لا رجعٌ ولا خبرُ..

وتمضي قامةً أخرى..
يدثرُ جرحكَ النسيانُ..
تحضنه وتحتضرُ..

يظلُ القبر متقداً..
وتأتي الكفُ ثانيةً..
لتقبض قبضةُ أخرى..
وتنبذها ليم الحربِ..
تستعرُ..

وترمي في وجوه القومِ:
((ها قد شاهت الصورُ))..

ويحضنُ جرحك الثاني..
ويسقط مرةً أخرى..
لتأتي قبضةٌ أخرى..
تواصل ما بدأت به..
وحتى الموت تنتصرُ...