ظلماً وما أذنبتُ غيرَ وفائي
من بعدِ لأيٍ في قفار مواجعي
حزناً عليك. منحتيني لرثائي
أعطت يداكِ الغدر دون تورعٍ
نبضي , وأوفت بالخداعِ عطائي
واستعذبت عيناكِ نزفَ كآبةٍ
أبقيتها وقفاً لمرِّ بقائي
ما ضرَّ لو أجهزتِ قتلاً دونما
إرجاءُ ذبحي رغمَ سفكِ دمائي
أمسيتُ لا بيني وبين منيَّتي
إلا قليلَ حُشاشةٍ بذمائي
صدري كأنَّ النارُ في أنحائهِ
تنصبُّ من ويلٍ على أنحائي
أما الأسى .. فاشتدَّ طفقاً مسحهُ
بالسوقِ والأعناق كل رجائي
يا أنتِ .. يا أقسى النساء تجبرٍ
تبَّتْ يداكِ وتبَّ .. كل دعائي
من كيدهن ومكرهن براعةً
جئتِ بفن بليتي وبلائي
لو ألهم الشيطان منها ما ارتقى
إلهامهُ من حيلةٍ ودهاءِ
( يوم ادعيتِ الموت من أُكذُوبةٍ
لفَّقْتها كفراً بكل ولاءِ )
( إن التي تهوى غدت في لحدها
والقبر قبري والعزاء عزائي )
سم زعاف أفرغتْ أضغانه
في خاطري من حَيَّةٍ رقطاءِ
ما كنتُ غراً حين أسلم نبضه
قلبي إليك , لم أكن بغباءِ
أحببتُ حب الصدق عن حقٍ ولم
أخشى انقلاب الحبِ بالأرزاءِ
ما أبشع الكيد العظيم جناية
منكِ ، وقد أخلصتُ حدَّ عنائي
أخلصتُ حتى لا مزيد من الهوي
عشقاً تقياً عامراً بحياءِ
مثلي جديرٌ بالهوى عُذْرية
والفحش للأرذالِ والدهماءِ
حباً كأنَّ الروح من إشراقه
بالقلب قد حفت بفيض ضياء
أسرت بها الأحلام في ليل المني
ثم استفاقت , والجحيمُ إزائي
حسبي بأني قد بزلتُ لكِ الهوي
محضاً طهوراً دون أي مراءِ
ولتسألي الليل الموشي نجمه
كم طاف بي أرق على برحاء
كم أضرمت فيه الصبابة لوعتي
سهداً أضائت ناره ليلائي
كم لذت بالصبر الجميل من الضنى
واحتلت للأحزان من تأسائي
( أو سورة التحريم في صمت الدجى
والدمع يتلوها معي وبكائي )
لا نام لي جفن ولا ضم الكري
جسمي ،وخفق القلب من أدوائي
عيني لمغتربي ولفح كآبتي