يـــا...!


قد تنتهى حياتك صفر اليدين وبالتأكيد بتدأتٌُها من العدم. يمر العمر
ولا تهتم بما يهتم به الأخرين. لا تعرفَ متى يحين ميعاد إختراق الزمن ..
تقف الساعة و تنتصب أمامها ، باطنك يتمنى أن يعودإلى الخلف ..تدور
بك الدنيا ؛فـ تهدم ما بنيت أو تبنِ ما عصيت ان تبنيه يوم.


لن تحملك الأرض مرة أخرى فـ تآن .. تتهوى .. تنشق نصفين من
تحت أقدامك وتسقط .صدى صوت صراخك يتلاشى ويتلاشى ..
ترتطم بقاع الأرض وتُصد الأبواب ..ينكمش الضوء حتى يختفى.
أسترخى فهذا اللثام مخضع كفنك.. يسوده الظلام .. ظلام...


فجأة تبيضُ الرؤيا تحت اللثام وسندات تساعدك لِـ تتجلس .
حين يُفك رباط للثامك تكتشف أنك لستُ سوىبضعة شيئ
لا تمتلك من نفسك شيئ ..لا تعرف أنك استسلمت طواعية
عنك.غسلك المغسلون وللثمُك .

فـ لك أن تتذكر –يا فرعون- الصغَر حين أفأفت بوجه أمك
وانت تناولها الماء وهى تنتحب ولم تمد ذراعك لتعبر بالكفيف
الطريق وذات يوم أخذت مال أخيك خلسة لتبتاع الحلوى
الشهية والتى منع نفسه منها حتى يُكمل ثمن كتاب.


من وقع ما تذكرت تغمض عيناك بشدة وباطنك يتمنى أن
لا يرى المَلَكان ..تنتصب فزعاً ..تدور الدنيا من حولك
وتفتح الأرض ويعود إلى سمعك صدى صوتك الذى اشتد .. يشتد...

أمام الساعة حين توقف الزمن .أتعلم أنك لاتزال تقف أمام
أمك وصدى صوت نحيبها يوشك على الأنقطاع .


فماذا أنت فاعل بحالك يا...!




دعاء نور الدين