أتُراني يومًا سألقاني ..!

كَمِ اشْتَقْتُني ، واشْتقْتُ رؤيةَ (إنْسَاني)
ورِفْقَــةَ أحْــــلامي ونَــومي بأحْضَــاني

كَمِ اشْــتَــاقَ ثَغْـــرٌ عَـــابِسٌ لابْتِسَـــامَتي
وعَينٌ ، جَفَـاهَا النّـومُ ، لَمْسَةَ أجْفَـــــاني

لِمَ اشْتَقْتُ ،هَلْ عَنّي افْتَرَقْتُ ؟ بلى , بلى
فَلَمْ أرَني ( لـو مَــــرّةً ) مُنْــــذُ أزْمَـــــانِ

أَقَــامَ ال (أنَــا) في مَوطني مَعَ دَمْعـتي
وهاجرْتُ (عَنِّي) بَاحِثًا عَـنْ (أنَـا) ثانِ

ومَا كَـانَ عَيْبِي كَي ( أُغَيِّرَني ) سِــوى
غُـرُورٍ وطِيْشٍ مِنْ (طَـلَالَ) ، وشَيْطَـانِي

حَـرَقْـتُ سَفِــينَ الذِّكْـرَيَــــاتِ ، جَمِيعَهـا
ظَنَنْتُ بِإغْــراقِي لَــهَـا سَـٰـوْفَ أنْسَـاني

ظَنَنْتُ ، وضَـاعَ العُمْــرُ مِنِّـي بظِنَّتـي
فقَدْ أصْبَحَتْ قُضْبَانَ سِجْني و سَـجَّاني

لِتُمْسِــــكَ عَـنِّـي حَــاضِــرًا مُتَـلَـبِّسًـــــا
بِجَـلْـبٍ و توزيــعٍ لوهْـــــمٍ و إدْمَــــــــانِ

ضَللْـتُ قَـديمِـــــًا ، والجَديــــدُ أضَلَّنـي
وبَينَهُمَــا ، سعْيًـا ، تُهَــرْوِلُ أحْـــــزَاني

مَـتَـى أنْظُـــــرِ المِــــــرْآةَ ألْــقَ عِبَــــــارَةً
( .. لِأحْـيَاءِ دُنْيَــانَا فَقَـطْ ، أيُّهَـا الفَـاني )

صَدَقْــتِ ، مُحَــالٌ دُونَ رُوحٍ بَقَـــاؤُنَـــــا
وذِي الـــرُّوحُ أرْدَتْهَــا عَشَـــائرُ أدْرَانِـي

ويَبْقَى غَــدي ( المـــوؤودُ ) قبْــل ولادةٍ
كمَاضيــهِ ، مَــدفُـونًا بتـربَــةِ أوطَــــانِي

أيَـأتيــه يَــومٌ مِثْـل أصْحَـــابِ كَهْفِنَـــا
فيرْجِــعُ للدُّنْيَــــا بَصِيـرًا وألْقَــــاني ؟

طلال منصور