مرثية بـطــل

نبأٌ أقضّ مضاجعَ العُبَّادِ

............... فتبدَّلَتْ أفراحُهم بحِدادِ

ربّاهُ أني قد ألمّ بيَ ألونى

............... لـمّـا سمعت مـقالة الأوغادِ

حقّاً ثوى أسدُ الشَّرَى بين الثرى

............... حقّاً ثوى - أوَّاهُ - في الألْحادِ

نِعْمَ الفتي هو في الوغى أكرم بهِ

............... قـد كان حقـّاً أسوةً لعـبادِ

دمعي غزيرٌ لا أراه سينتهي

............... والعين تبكي حرقةً بسهـادِ

مات الذي تفديه روحي والدُّنا

................ مات الذي هو في الحياةِ عمادي

مات الذي أمسى صريع مباديءٍ

................ بالحق يهتفُ دائماً وينادي

قد كان يرنو باسماً في عزةٍ

............... لا يأبـهُ لضغـينة الحسادِ

يــا حسرةً قد كان مني في ذرىً

................ لم يرتقيها في الدُّنا أولادي

يـــا حسرةً قد أينعت بفؤادي

............... لمّا نعت حِبِّي وصفوَ ودادي

أعداءُ كُلِّ فضيلةٍ و مروءةٍ

................ و بقيَّةٌ مِن صفوَةِ الزُّهَّادِ

الكل ينعي شيخنا .. والكل يعلنُ

............... في النَّبا .. يــا فرحة الأوغادِ !

هذا سعيد .. ذاك يذرف دمعهُ

............... هـذا محبٌ يكتوي بسـهادِ

وأنا هنا .. وحدي هنا .. أجترُّ في

............... صمتٍ مميتٍ حسرتي وعنادي

أوَّاه من حزني عليه ولهفتي

............... إنّ الفـراق يفتُّ في الأكبادِ

قد كنت أحلم أن أراهُ لحيظةً

............... قبل المماتِ و فُرقةِ الأجسادِ

قد كنت أحلم أن أراهُ و إنَّما

............... ارواحُنا مردودةٌ لِمَعادِ

رباهُ .. هب لي دمعةً يا سيدي

............... تجلو الهموم فيستريح فؤادي.


**********************************