نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حبك سيدتي ليس سِّرّاً..
وإن لم ينطق به لساني
فالعصافير التي تحُطُّ بنافذتي كل صباحٍ؛ لتشدو بحروفِ اسمك..
تعرف أنني أحبك
وتلك الصغيرة حين تتسللُ من يدِ أمها لتسألني وردةً من الحديقة..
تعرف أنني أحبك
والتلاميذ الذين يبادلونني تحية الصباحِ في طريقهم إلى المدرسة..
يعرفون أنني أحبك
وبائعة الفلِ عند الناصية إذ تبيعني كل يومِ عِقْداً جديداً؛ أحتفظُ لكِ به..
تعرف أنني أحبك
وصديقي العجوز في المقهى كلما استمعتُ إليه شارداً وهو يقص الحكاياتِ نفسها عن الماضي الجميل..
يعرف أنني أحبك
والرفاقُ إذ يقرأون حروف اسمك بين جُفوني ..
يعرفون أنني أحبك

فإذا ما مالت الشمس نحو المغيب .. حملتك بين جنباتي سراً أهرب به إلى حافة النهر، ليستقبلني راسماً ملامحك فوق صفحته ..
فالنهر أيضاً يعرف أنني أحبك

وأعود آخر النهار، أحمل أشواقي المخبأة بين ضلوعي..
فإذا بكل ركنِ في البيت يهمس بسري؛ أنني أحبك
كتبي التي أحتضنها بشوقِ كلما طالعتني صورتك بين صفحاتها..
تعرفُ أنني أحبك
وقلمي الذي ما عاد يكتب إلا بكِ أو لكِ أو عنكِ..
يعرفُ أنني أحبك
وأوراقي المبعثرة بين الدفاترِ والأدْرَاجِ..
تعرفُ أنني أحبك

وعندما يرخي الليل ستائره..
أخرج إلى الشُّرْفَةِ؛ أفتش عنكِ بين أخْبِيةِ النجمات الساهرة..
كل نجمةٍِ في السماء تعرف حينها أنني أحبك
فإذا ما تهيئتُ للنوم..
استقبلتني وسادتي الصغيرة بابتسامةٍ ماكرة، لتخبرني أنها فضحت سٍّرّي ..
فهي أيضاً تعرف أنني أحبك

سيدتي..
ما حيلتي أن عرفت كل الدنيا بسِّرّي؛ وما باح به لساني؟!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




إسلام شمس الدين