أسائلها وقد جاستْ بفكري
هواجسُ أنتِ..؟ أم مِنْ نفثِ صدري
أمُثقِلةَ الجفون! عليّ جودي
برِفقٍ منكِ كيْ تحظَيْ ببِرّي
وما كنتِ الجديدَ عليّ إنّـي
ألِفْـتُ كآبتي وجَرعْتُ مُـرّي
أنا والهمّ أمسينا رفاقًا
على مضضٍ فما تَـرْجينَ صبري؟
يباغِتُني .. فأنضحهُ نبالاً
بحوقلةٍ وتسبيحٍ و ذكرِ
يروغُ هنيْهةً ويُـطِلّ أخرى
ونمضي الليل في كرٍّ و فرّ
تهادنّا على ما كان شرطًا
فإنْ غَشِـيَ الكرى لم يدْنُ إثـْـري
شرودِيَ حين طال سبحتُ فيهِ
وفُـلْكِيَ مائدٌ.. والموجُ يجري
أيا ليلَ الظنون وما جنينا
سوى شجنٍ تمطّى فوق وِزري
وما عندي سوى ماءُ القوافي
ومِسكُ ختامِه : يا "ليت شعري"
ويغمسني القريض بكل بحرٍ
لأخرجَ.. ما قبضتُ سوى بنـَزْرِ
وما جفّـتْ بحورُ الشعر لكن
أُرقتُ بهامشِ القرطاس حبري
فإن عُرِضَتْ عليَّ فتوحُ فكرٍ
يواريها الضياعَ ذهولُ أمري
سيبرز ضدُّها و يقول كلا
لأكتب : ذاك إنكارُ المقرِّ
إذا بالكأس طاف أبو نواسٍ
أطلّ معاتبًا رأسُ المعري!
تدور بيَ الرحى من غير قمحٍ
أغرّرُ يأسَ نفسيَ بالتسرّي
سلكتُ الشعر دربًا من مجازٍ
فعدتُ كما بدأت بــ"لست أدري"