بسم الله الرحمن الرحيم

عازِفُ البِشْرِ كم تغنى زماناً فاشتفى الدهرُ من لحونِ الإباءِ
صمتهُ اليومَ في فؤادي نحيبٌ إن صمتَ المُنى كسهمِ القضاءِ
عَصَفَ اليأس بالروابي ولاحتْ من ثنايا الدجى سهامُ الشقاءِ
وارتوى الليلُ من نعيبِ الرزايا ليتهُ اليومَ يرتوي بالغناءِ
حمأةُُ اليأس في جفونِ التمادي صمتها في الدنا كصمتِ الفناءِ
من عوادي الردى وفيض المآقي وحفيفُ الأسى , مدادُ البلاءِ
عازفَ البِشْرِ إنّ قلبي شجيٌ يطلبُ الوصلَ من جفونِ النقاءِ
عازفَ البشر والقوافي تباعاً تستثيرُ المدى فيدنوا إزائي
فاحتويتُ الدجى بثغرٍ ضحوكٍ وارتمى الغدرُ في بحورِ الوفاءِ
كلما لجًّ في الظلامِ زمانٌ وتناءى , دنا لشطِ الصفاءِ
مركبُ الفجرِ في بحورِ الدياجي يبعثُ النورَ في مغاني الفضاءِ
أسدلَ الدهرُ بالجلال رداءً فيهِ عقدُ السنين وَشيُ الرداءِ
فاكتسى عازفُ الإباءِ وغنى واستفاقَ السنا بثغر السناءِ
فاسمعي مهجتي زئيرَ الأماني حيثُ رجعُ المُنى كوقعِ الدواءِ
أبحري واركبي ضفافَ الأغاني وارتوي واطربي وغني شِفَائي
واسمعي اللحنَ من شفاهِ المنادي أمتعي السمعَ من جميلِ الحداءِ
عازفَ البِشْرِ لا تنادِ غراباً يأكلُ الدِمْنَ من رجيعِ الغُثاءِ
شَنِفِ الكونَ من غناكَ نميراً من عبيرِ الهدى وعطرِ الإباءِ
كم غُرابٍ لهُ بقومي سريرٌ وأسودُ الفِدى بساحِ القضاءِ
ناصحٌ , يبغضُ الأنامُ حديثه يا لقومِ نسوا صنيعَ الجفاءِ
يترعونَ الثنا بكأسٍِ دهاقٍ كمْ صريعٍ هوى بكأسِ الثناءِ
قلبوا الطرفَ في الزمانِ وحتماً يزجرُ الدهرُ عن فعالِ الغباءِ



الميمان النجدي

22/1/1425