السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




مر عبد القادر و هو عائد من عمله على حشود من القوات الخاصة .. كانت قد وضعت رحالها بمحاذاة بيته .. فدخل على زوجته مستغربا : ترى هل هم هنا من أجل مساء اليوم؟ردت عليه فاطمة : و الله لا أعلم ما الذي يجري هنا .. حتى في السوق وجدتهم يجلدون الباعة بغير ذنب ..عبد القادر : لا حول و لا قوة إلا بالله لكن لا عليك يفعل الله خيرا المهم علينا إطعام الجنود الواقفين تحت الشمس خارجا ..مهما يكن ما جاؤوا من أجله .. إلا أننا لن نتوانى على إطعامهم ..حظري مائدتين ..و سأطرق أبواب الجيران باباً باباً ليساعدونا على الباقي ....خرج عبد القادر ليخدم رجال المخزن بنفسه و أبناءه ..يحمل قنينات من ماء صالح للشرب .. فيسقي كل مائدة على حدة ثم يعود محملا بآنية للغسل .. بوجه بشوش مبتهج ..مما ترك أثرا في نفس كل جندي هناك ..فتقدم الضابط علي الى عبد القادر لا يعرف كيف يشكره و اهل الحي على كرمهم وجودهم نيابة عن الفرق الموجودة هناك ..راجين ان يبارك الله لهم في ما رزقهم ..فابتسم عبد القادر مرددا هذا واجبنا جميعا .. أولسنا جميعا مسلمين ؟؟ثم عاد إلى بيته يأخذ قسطا من الراحة تأهبا لما ينتظرهم هذا المساء ....انها الساعة الخامسة ..هو الوقت المحدد للتجمع أمام قصر البلدية ..بعد خطبة لاذعة ألقاها أحد أعضاء النقابة .. تعالت الأصوات و الهتافات ..و مرددين شعارات تدين الحكومة بما يعانيه الشعب اليوم من غلاء السلع الذي صار يرتفع كل أسبوع ..و عن الرواتب التي استقرت على رقم معين منذ سنوات ..فأمرت السلطات بتدخل القوات المسلحة ..فحمل كل جندي سلاحه و دخل الى ساحة المعركة ..و هاجموا الناس من كل حدب وصوب ..و تقدمت أغلب الفرق من وراء الجماهير المحتشدة هناك ..و اذا بالضابط علي يرفع عصاه إلى أعلى و يضرب بكل قوته رأس رجل من خلف كان لم يتوقف عن ترديد تلك الشعارات ..فسقط الرجل أرضا بعد أن التفت بعينين معاتبتين علي على ما صنعت يداه ..ففغر علي فاه بأسى و أسف بالغين .. و أسقط عصاه من يده دهشة ..و اغرورقت عيناه بالدموع : أن ماذا فعلت ؟؟بعد ان تبين له أن الرجل الذي ضربه كان هو نفسه عبد القادر ..



تمت بقلمي




مع أرقى التحيات

وئام